للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

مجاهد عن ابن عمر" (١). وقال ابن القطان -صاحب ابن ماجه- في "كتاب العلل" -عقب إيراده له من جهة سلام الطويل عن أنس-: "إنه غريب، حسن الإسناد" (٢).


= "المنكر أبين من أن يحتاج إلى السؤال عنه، وإذا روى حماد بن سلمة أو غيره من الشيوخ -كالأوزاعي وهمام وأبان- عن قتادة عن أنس عن النبي حديثًا؛ فإذا كان الحديث معروفًا من غير طريقهم عن النبي أو عن أنس لم يرد، وإن كان لا يعرف من حديث أنس ولا من حديث النبي من غير تلك الطريق فهو منكر"، فكيف وهو غير قائم الإسناد إلى حماد بن سلمة، وعلى الأقل لا يخلو من أن يكون وهم فيه أحد الشعرانيين، فدخل له إسناد في آخر، وفي مثل هذا يقول الخليلي في مقدمة "الإرشاد" (١/ ٢٠٢): "إذا أسند لك الحديث عن الزهري أو عن غيره من الأئمة فلا تحكم بصحته بمجرد الإسناد، فقد يخطئ الثقة"، ثم مثل له بتداخل إسناد في آخر للثقة عن الثقات، وعقبه بالتمثيل والتنظير لأوهام الضعفاء عن الأئمة الثقات، وفي الأسانيد المتفقة عليها، فقال: (١/ ٢٠٥): "فمن نظر إلى ما يرويه الزهري عن سالم بن عبد الله بن عمر عن أبيه عن النبي -أو عن عمر عن النبي - ممن لا معرفة له حكم بصحته؛ لأنه عن الزهري، ويعرف ذلك من رزقه الله حظأ في هذا الشأن، بمعرفة كل رجل بعينه، إلى أن يبلغوا إلى الإمام الذي يكون عليه مدار الحديث، ويبحث عن أصل كل حديث! ومن أين مخرجه؟ فيميز بين الخطأ والصواب"، وكتاب "التمييز" للإمام مسلم مليء بالأمثلة لذلك. والله أعلم.
(١) قاله الزركشي في "التذكرة" (الباب الأول، الحديث الرابع، ص ٤٢)، وحسنه بمجموع طرقه.
(٢) لم أقف على كتاب "العلل" لأبي الحسن القطان، ولا على الرواية من حديث سلام الطويل عن أنس ، وإنما هو من حديث سلام الطويل، عن زياد بن ميمون، عن أنس .
أخرجه بهذا أبو بكر العنبري في "أماليه" -كما في "مجلسان" من أماليه (ح ١٢ - خ، جوامع الكلم) - وأبو الشيخ الأصبهاني في "الفوائد" (١٤)، والنعالي في "جزء" له (٢٥)، والشجري في "الأمالي الخميسية" - كما في "ترتيبه" للقاضي العبشمي (١/ ٩١)، رقم (٣٤٢) من طرق عن إسماعيل بن عمرو البجلي، وابن عبد البر في "الجامع" (١/ ٣٢)، رقم (٢٤) من طريق خلف بن الوليد، كلاهما عن سلام الطويل قال: أخبرنا زياد بن ميمون عن أنس . فآل الحديث إلى زياد بن ميمون أبي عمار، وهو متهم بالوضع، كما تقدم.
وسلام الطويل واه متروك في نفسه كما تقدم قريبًا، فأنى الحسن لمثل هذا الإسناد. والله أعلم.

<<  <  ج: ص:  >  >>