كتاب المقاصد الحسنة في بيان كثير من الأحاديث المشتهرة على الألسنة - ط الميمنة

صغار قوم وتكونون كبارهم غدًا، فمن لم يحفظ منكم فليكتب (١). كذا رأيته "الحسين" بالتصغير (٢).

وعند البيهقي من حديث عبد الله بن عُبَيد بن عُمَير، قال: كان في هذا المكان خلف الكعبة حلقة، فمر عمرو بن العاص يطوف، فلما قضى طوافه جاء إلى الحلقة، فقال: ما لي أراكم نَحَّيْتم هؤلاء الفتيان عن مجلسكم! لا تفعلوا، أوسِعوا لهم وأَدنُوهم وأفهِموهم الحديثَ، فإنهم اليوم صغار قوم،

= ذلك"، وقال أيضًا: "لم يكن ممن يكذب"، وقال ابن حبان: "كان ممن يقلب الأخبار، وله الوهم الكثير في الآثار"؛ يعني: القلب على الخطإ، لسوء حفظه. وترجم له ابن أبي حاتم مرتين؛ مرة باسم "محمد بن أبان الجعفي"، وأخرى باسم "محمد بن أبان بن صالح القرشي"، وهو واحد، أصله مولى لقريش، وتزوج في الجعفيين فنسب إليهم، كما نص عليه غير واحد من الأئمة.
انظر: "تاريخ الدوري" (٣/ ٣٣١)، رقم (١٥٩٦)، "التاريخ الكبير" (١/ ٣٤)، رقم (٥٠)، و"الأوسط" (٣/ ٦١٥)، رقم (٩٤٣)، و (٤/ ٨١٤)، رقم (١٢٨٠)، "الضعفاء" للبخاري (٣١١)، "الجرح والتعديل" (٧/ ١٩٩)، رقم (١١١٩)، (٧/ ٢٠٠)، رقم (١١٢١)، "المجروحين" (٢/ ٢٦١ - ٢٦٢)، "الكامل" (٦/ ١٢٨)، "المغني" (٥٢٢٦)، "اللسان" (٦/ ٤٨٨)، رقم (٦٣٥٤)، "تعجيل المنفعة" (٩٢٢).
(١) أخرجه أحمد في "العلل" (٢٨٦٥) ومن طريقه ابن عبد البر في "جامع العلم" (٤٨٤)، والخطيب في "الكفاية" (ص ٢٦٤ - ٢٦٥)، والأصبهاني في "الترغيب" (٦١١)، وابن عساكر (١٣/ ٢٥٩) عن مطلب بن زياد بن أبي زهير الثقفي عن محمد بن أبان، قال: "جمع الحسن بن علي .. ".
وهذا إسناد منقطع أو معضل بين محمد بن أبان الجعفي -وروايته عن أبي إسحاق السبيعي وحماد بن أبي سليمان وطبقتهما- وبين الحسن بن علي ﵁، مع ضعف محمد بن أبان كما تقدم آنفًا.
وتفرد به عن محمد بن أبان مطَّلِبُ بن زياد - وهو صدوق ربما وهم ["التقريب" (٦٧٠٩)]، ورواه غيره عن محمد بن أبان عن يونس بن عبد الله بن أبي فروة عن شرحبيل بن سعد الخطمي، كما تقدم. والله أعلم.
(٢) ذكر محقق "جامع بيان العلم" (١/ ٣٥٨) أنه ورد في نسختين خطيتين (حسين) بالتصغير، وهو خطأ.
وأما عند أحمد ومن أخرجه من طريقه فـ (حسن) مكبرًا، وهكذا جاء مكبرًا في ترجمة يونس بن أبي فروة -راويه عن شرحبيل- في كتب التراجم. والله أعلم.