وذهب أبو حاتم وأبو زرعة الرازيان إلى أنه إسحاق بن عبيد الله بن أبي مليكة المدني، ويقال: المكي الثقفي ["الجرح والتعديل" (٢/ ٢٢٨ - ٢٢٩)، رقم (٧٩٥٩)]. وتبعهما عليه المزي في "تهذيب الكمال" (٢/ ٤٥٦ - ٤٥٨)، رقم (٣٦٩)، والذهبي في "الكاشف" (٣١٠)، و"تاريخ الإسلام" (١٠/ ٧٢ - ٧٣)، رقم (١٩)، (١١/ ٣٤)، رقم (١٠). وهذا القول انتقده المعلمي في تعليقه على "الجرح والتعديل" بأنه يشبه أن يكون وقع تصحيف في الإسناد عند الرازيين، وإنما هو "إسحاق بن عبيد الله، عن ابن أبي مليكة"، وذكر أن إسحاق بن عبيد الله بن أبي مليكة: لم يرد له ذكر في شيء من كتب الرجال إلا عند ابن أبي حاتم، ولا نسبة ابن أبي مليكة في شيء من طرق الحديث. والله أعلم. ودار الحاكم بين راويين؛ أحدهما إسحاق بن عبد الله بن أبي فروة؛ وهو متروك -["التقريب" (٣٦٨)]- والآخر إسحاق بن عبد الله المدني مولى زائدة؛ وهو ثقة ["التقريب" (٣٩٧)]، وتقدم بيان تلميذه البيهقي أن (عبد الله -المكبر-) تصحيف من الحاكم وشيخه الآخر. وذهب البوصيري في "مصباح الزجاجة" (٦٣٦) إلى أنه إسحاق بن عبد الله بن الحارث بن كنانة المدني [وثقه النسائي وأبو زرعة]، وعليه قال: "هذا إسناد صحيح، رجاله ثقات"، ولم يذكر لما ذهب إليه دليلًا، بل إن ابن أبي حاتم والمزي والذهبي وغيرهم فرقوا بين الكناني هذا وبين راوي هذا الحديث، وهو إسحاق بن عبيد الله -مصغرًا-، والمكبر تصحيف كما تقدم عن البيهقي. وعلى كلٍّ فهو يتردد بين مقبول ومستور، وعلى التقديرين حديثه صالح للاعتبار، إن شاء الله. والله أعلم. وله عن عبد الله بن عمرو بن العاص ﵄ طريق آخر أيضًا: أخرجه الطيالسي (٢٣٧٦) ومن طريقه البيهقي في "الشعب" (٥/ ٤٠٨)، رقم (٣٦٢٤) عن أبي محمد المليكي عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده ﵁ مرفوعًا: "للصائم عند إفطاره دعوة مستجابة" فكان عبد الله بن عمرو ﵄ إذا أفطر دعا أهله وولده ودعا. وأبو محمد المليكي: قال عنه الألباني في "الإرواء" (٤/ ٤٤)، رقم (٩٢١): "لم أعرفه، ويحتمل أن يكون عبد الرحمن بن أبي بكر بن عبيد الله بن أبي مليكة المدني؛ فإنه من هذه الطبقة، فإن يكن هو فإنه ضعيف كما في "التقريب"، بل قال النسائى: "ليس بثقة"، وفي رواية: "متروك الحديث". وراجع له: "المجروحين" (٢/ ٥٢)، "الكامل" (٤/ ٣٩٥)، "التهذيب" (١٦/ ٥٥٣ - ٥٥٤)، رقم (٣٧٦٨)، "تهذيب =