وشيخ الطبراني؛ محمد بن نوح بن حرب العسكري: ذكره الخطيب في "غنية الملتمس" (ص ٣٧٢، ترجمة: ٥٣٤)، ولم أقف فيه على جرح أو تعديل، فالظاهر أن يكون هو الذي وهم في الإسناد. والله أعلم. وهذا الحديث رواه بطوله محمد بن فضيل في "الدعاء" (١٢٨) ومن طريقه الترمذي (٢٥٢٦) عن حمزة الزيات، فقال: "عن زياد الطائي، عن أبي هريرة ﵁". قال الترمذي: "ليس إسناده بذاك القوي، وليس هو عندي بمتصل، وقد روي بإسناد آخر؛ عن أبي مدلة، عن أبي هريرة ﵁، عن النبي ﷺ". ومحمد بن فضيل بن غزوان الضبي: صدوق -كما في "التقريب" (٦٢٢٧) - وقد خولف فيه عن حمزة الزيات من جبلين؛ ابن المبارك وأبي معاوية، فرواه ابن المبارك في "الزهد" (١٠٧٥) عن حمزة الزيات، عن سعد الطائي، عن رجل، عن أبي هريرة ﵁. ورواه -دون موضع الشاهد منه- إسحاق بن راهويه (٣٠١) عن أبي معاوية، عن حمزة الزيات، عن أبي مجاهد سعد الطائي، عن أبي المدلة، عن أبي هريرة ﵁. فعاد الحديث إلى الإسناد الأول، ويكون أخطأ فيه ابن فضيل في موضعين: أولًا: تسمية شيخ شيخه، فسماه زياد الطائي، وإنما هو سعد الطائي أبو مجاهد، والحديث مشهور به من رواية جماعةٍ عنه، كما تقدم. وزياد الطائي: ذكر ابن حجر في "التقريب" (٢١٠٧) أنه (مجهول، أرسل عن أبي هريرة ﵁، من السادسة)، ويعني بمرسله هذا الحديث. وقال الذهبي في "المغني" (٢٢٥٧): "لا يعرف، لين الترمذي حديثه " ووهاه في "الكاشف" (١٧١٤) وتبعه عليه البرهان الناجي في "عجالة الإملاء" (ص ٢٢٢)، ولعل عمدتهما في توهينه هو تليين الترمذي لحديثه، وليس في قول الترمذي ما يدل على تضعيف زياد هذا، وإنما الإسناد الشاذ والمنقطع معدودان في الأسانيد غير القوية، والصواب أنه ليس بمجهول، بل أخطأ ابن فضيل في اسمه، والمحفوظ "سعد الطائي"، وهو ثقة من رجال البخاري، وقال عنه ابن حجر في "التقريب" (٢٢٦٢): "لا بأس به، من السادسة"، وقد روى المتن المروي من طريق ابن فضيل عن زياد الطائي بكامله، وزياد الطائي -كما قال الترمذي- لا يعرف في غير هذا الحديث، فكيف يوهى به هذا، ويوثق راويه الآخر، ولم يأت الأول بزائد عن الثاني. ثانيًا: أسقط الراوي بين الطائي وأبي هريرة ﵁، وجعل الحديث عن الطائي عن أبي هريرة ﵁، وهذا هو الانقطاع المشار إليه في كلام الترمذي ﵀. =