كتاب المقاصد الحسنة في بيان كثير من الأحاديث المشتهرة على الألسنة - ط الميمنة

وللدارقطني من طريق أبي حنيفة، عن حماد، عن إبراهيم، عن أبي عبد الله الجدلي، عن خزيمة بن ثابت: أن النبي ﷺ، جعل شهادته بشهادة رجلين (١).

وفي البخاري من حديث زيد بن ثابت، قال: فوجدتها مع خزيمة الذي جعل النبي ﷺ شهادته بشهادتين (٢)، وفي لفظ عن زيد: وكان خزيمة يدعى ذا الشهادتين (٣). ولأبي يعلي عن أنس، قال: افتخر الحيان: الأوس والخزرج، فقالت الأوس: ومنا من جعل النبي ﷺ شهادته شهادة رجلين (٤).

وعند الحارث بن أبي أسامة في "مسنده" من حديث مجالد، عن الشعبي

(١) لم أقف عليه في "السنن"، ولعله في "الأفراد" له، وأخرجه أبو نعيم في "مسند أبي حنيفة" (ص ٨٧) بإسناد صحيح إلى الإمام أبي حنيفة ﵀، وذكر أنه رواه عنه جماعة، وذكر الدارقطني في "الأفراد -كما في "أطرافه" (٣/ ٥٥)، رقم (٢٠٤١) - أنه تفرد به عن حماد بن أبي سليمان بهذا الإسناد، وتقدم أنه توبع عليه متابعة قاصرة عن خزيمة ﵁، فلا بأس به في الاعتبار. إن شاء الله تعالى.
(٢) أخرجه البخاري (٢٨٠٧، ٤٧٨٤) بنحوه.
(٣) أخرجه معمر في "جامعه" (١٠٢٩) -وعنه عبد الرزاق في "المصنف" (١٥٥٦٨، ٢٠٤١٦)، ثم من طريقه أحمد (٣٥/ ٥١٠)، رقم (٢١٦٥٢) وعبد بن حميد (٢٤٦)، وابن أبي داود في "المصاحف" (٧٨)، والبغوي في "المعجم" (٣٩٨٦)، والطبراني في "الكبير" (٤٨٤١) وغيرهم- عن الزهري عن خارجة بن زيد عن أبيه زيد بن ثابت ﵁. وورد عند أحمد وحده: عن الزهري عن خارجة أو غيره عن زيد بن ثابت. وإسناده صحيح.
(٤) أخرجه أبو يعلى (٥/ ٣٢٩/ ٢٩٥٣)، والبزار (١٣/ ٣٩٥/ ٧٠٩٠)، والطبراني في "الكبير" (٤/ ١٠/ ٣٤٨٨)، والحاكم (٤/ ٨٠، ٦٩٧٧، ٤/ ١٠٠، ٧٠٥٦)، وابن عبد البر في "الاستيعاب" (١/ ٣٨٣)، والضياء في "المختارة" (٣/ ١١٠)، (١١١/ ٢٥٧١ - ٢٥٧٢)، وابن عساكر (١٦/ ٣٦٨ - ٣٦٩) من طرق عن عبد الوهاب بن عطاء الخفاف، عن سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، عن أنس ﵁.
وصحح إسناده الحاكم والذهبي والضياء، وكذا الهيثمي في "مجمع الزوائد" (٩/ ٤٢٧)، رقم (١٦٥٣٧) وغيرهم على شرط الصحيح، وحسنه البوصيري في "الإتحاف" (٧/ ٣٢٥)، رقم (٦٩٦٦)، وعبد الوهاب الخفاف ممن سمع من سعيد بن أبي عروبة قبل الاختلاط، وكان مستملي سعيد، وهو صدوق ربما أخطأ.