وفيه أبو خلف حازم بن أبي عطاء الأعمى البصري -خادم أنس ﵁-، وهو متروك، وكذبه ابن معين، كما في "التقريب" (٨٠٨٣)، وبه أعله ابن عدي، وابن حبان في "المجروحين" (١/ ٢٦٧)، وابن طاهر في "ذخيرة الحفاظ" (٤١٩) و"تذكرةِ الحفاظ" (٩٠). وله شاهد من حديث بريدة ﵁: أخرجه أحمد (٣٨/ ٢٢ - ٢٣)، رقم (٢٢٩٣٩)، والبخاري في "الأدب المفرد" (٧٦٠)، وأبو داود (٤٩٧٧)، والنسائي في "الكبرى" (٦/ ٧٠)، رقم (١٠٠٧٣)، وابن أبي الدنيا في "الصمت" (٣٦٤)، والبزار (١٠/ ٢٧٧)، رقم (٤٣٨٢)، وابن حزم في "المحلى" (١١/ ٢١٩)، والبيهقي في "الشعب" (٤٨٨٣) وغيرهم من طريق قتادة، عن عبد الله بن بريدة، عن أبيه ﵁، أن النبي ﷺ قال: "لا تقولوا للمنافق: سيد، فإنه إن يك سيدًا فقد أسخطتم ربكم ﷿". وفي لفظ أحمد: " .. فإنكم إذا فعلتم أغضبتم ربكم ﵎". ورجاله ثقات رجال الشيخين، إلا أن قتادة لا يعرف له سماع من عبد الله بن بريدة كما قال البخاري في "تاريخه الكبير" [(٤/ ١٢)] ونقله الترمذي إثر الحديث [٩٨٢] عن بعض أهل العلم، ولعله يقصد البخاري. وهذا مبين على ما يراه البخاري من لزوم ثبوت اللقاء والسماع، وقد عاصر قتادةُ عبدَ الله بنَ بريدة المتوفى سنة (١٠٥ هـ) عمرًا، وأدرك جماعة من الصحابة، ولا يستبعد اللقاء بينه وبين ابن بريدة، ولكنه معروف بالتدليس، وعده الحافظ في "تعريف أهل التقديس" في "الطبقة الثالثة" من المدلسين رقم (٩٢)، وقد عنعن ههنا، فخيف تدليسه، ويمكن أن يكون دلس بعض من لا يرضى أمره، وقد روي الخبر من رواية عقبة بن عبد الله الأصم الرفاعي البصري عن ابن بريدة به، أخرجه ابن عدي (٥/ ٢٧٩)، والحاكم (٤/ ٣١١)، والخطيب (٥/ ٤٥٤)، رقم (٢٩٩١)، وعقبة هذا ضعفه ابن عدي وغيره، ووهاه ابن معين والفلاس جدًّا، ورماه الحسين بن عربي بالكذب في الرواية، وأنه كان يسقط شيخه ويحدث عمن فوقه بالتصريح. "الكامل" (٥/ ٢٧٨ - ٢٧٩). وبه أعله ابن عدي، وابن طاهر المقدسي ["ذخيرة الحفاظ" (٤٢٠)] والذهبي في "التلخيص"، وقال الدارقطني: غريب من حديث ابن بريدة عن أبيه، تفرد به عقبة الأصم. ["أطراف الغرائب" (٢/ ٣٣٠)، رقم (١٥٢٢)]، وقد رواه قتادة أيضًا كما تقدم، إلا أن يقصد سياق لفظه الخاص. وأما أبو حاتم الرازي فسئل عنه، فقال: "روى هذا الحديث معاذ بن هشام عن أبيه =