للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

أكثم (١)، عن المأمون (٢)، عن أبيه، عن جده، عن عقبة بن عامر،


(١) هو: القاضي يحيى بن أكثم بن محمد بن قطن أبو محمد التميمي المروزي: ذكره ابن حبان في "الثقات" (٩/ ٢٦٥) وقال: "كان من علماء الناس في زمانه"، وأثنى عليه أحمد في السُّنَّة، وقال الحافظ: فقيه صدوق، إلا أنه رمي بسرقة الحديث، ولم يقع ذلك له، إلا أنه كان يرى الرواية بالإجازة والوجادة ["التقريب" (٧٥٠٧)]. وكذبه ابن معين وأبو عاصم النبيل وإسحاق بن راهويه على إكثاره عن ابن المبارك ولم يسمع منه إلا اليسير، بل ورمي بروايته عن ابن المبارك ما ليس من حديثه، وبأنه كان يأخذ النسخ عن الوراقين ويستجيزها فيرويها، ولذا قال أبو حاتم: "فيه نظر، نسأل الله السلامة"، وقال علي بن الجنيد: "كانوا لا يشكون أن يحيى بن أكثم كان يسرق حديث الناس ويجعله لنفسه"، وقيل لأبي زرعة: سمعت عن يحيى بن أكثم شيئًا؟ قال: "ما أطمعته في هذا قط، ولقد كان شديد الإيجاب لي"، وقيل لصالح بن محمد جزرة: أكان يُكْتَبُ عنه؟ قال: "كان عنده حديث كثير، إلا أني لم أكتب عنه؛ لأنه كان يحدث عن عبد الله بن إدريس بأحاديث لم يسمعها منه".
وثناء أحمد عليه ليس في الحديث، وإنما أثنى عليه في السُّنَّة، وأنه عدل بالمأمون من أمره بإعلان جواز المتعة، وإضافة "حي على خير العمل" في الأذان، ونحو هذا مما تأثر به المأمون من رأي الشيعة.
وأما ما ذكره الحافظ من تسامحه في الرواية بالوجادة -بلا بيان-؛ فكفى به جرحًا، ولعله وجد أشياء مما وضعه أهل الكذب على الأئمة الثقات، ورواها عن الأئمة بلا بيان، فاتهموه بها، فليس بعمدة في حديثه، ولا سيما فيما يتفرد به، وكيف إن كان منكرًا. والله أعلم.
وانظر: "سؤالات البردعي" (٢/ ١٠١٥ - ١٠١٦)، "الجرح" (٩/ ١٢٩)، رقم (٥٤٦)، "الضعفاء" لابن شاهين (٦٨٤)، "تاريخ بغداد" (١٤/ ٢٠١)، "تهذيب الكمال" (٣١/ ٢٠٧ - ٢٢٣)، رقم (٦٧٨٨).
(٢) هو: الخليفة العباسي عبد الله بن هارون الرشيد بن محمد المهدي بن عبد الله أبي جعفر المنصور ابن محمد بن علي بن عبد الله بن عباس، ولد سنة (١٧٠ هـ) وولي الخلافة بعد قتل أخيه الأمين سنة (١٩٨ هـ)، وهلك سنة (٢١٨ هـ). انظر: "الثقات" لابن حبان (١/ ٣٢٤ - ٣٢٨)، "سير أعلام النبلاء" (١٠/ ٢٧٢ - ٢٩٠).
وهذا إسناد لا تقوم بمثله الحجة إذا كان متصلًا، فكيف وهو معضل، وأخرج الحاكم (٣/ ٣٣١) أثرًا في خلافة بني العباس من طريق المنصور عن أبيه عن أبيه عن جده قوله، فقال: "رواته عن آخرهم هاشميون معروفون بشرف الأصل"، فتعقبه الذهبي بقوله: "ليسوا معتمدين"، وبين ذلك الألباني في "الضعيفة" (٨٠٦) بأن المنصور حاله في الحديث غير معروف، وفي الطريق إليه مجهولان ومتهم. وقال أيضًا (ح ٦٠٢٦): =

<<  <  ج: ص:  >  >>