وثناء أحمد عليه ليس في الحديث، وإنما أثنى عليه في السُّنَّة، وأنه عدل بالمأمون من أمره بإعلان جواز المتعة، وإضافة "حي على خير العمل" في الأذان، ونحو هذا مما تأثر به المأمون من رأي الشيعة. وأما ما ذكره الحافظ من تسامحه في الرواية بالوجادة -بلا بيان-؛ فكفى به جرحًا، ولعله وجد أشياء مما وضعه أهل الكذب على الأئمة الثقات، ورواها عن الأئمة بلا بيان، فاتهموه بها، فليس بعمدة في حديثه، ولا سيما فيما يتفرد به، وكيف إن كان منكرًا. والله أعلم. وانظر: "سؤالات البردعي" (٢/ ١٠١٥ - ١٠١٦)، "الجرح" (٩/ ١٢٩)، رقم (٥٤٦)، "الضعفاء" لابن شاهين (٦٨٤)، "تاريخ بغداد" (١٤/ ٢٠١)، "تهذيب الكمال" (٣١/ ٢٠٧ - ٢٢٣)، رقم (٦٧٨٨). (٢) هو: الخليفة العباسي عبد الله بن هارون الرشيد بن محمد المهدي بن عبد الله أبي جعفر المنصور ابن محمد بن علي بن عبد الله بن عباس، ولد سنة (١٧٠ هـ) وولي الخلافة بعد قتل أخيه الأمين سنة (١٩٨ هـ)، وهلك سنة (٢١٨ هـ). انظر: "الثقات" لابن حبان (١/ ٣٢٤ - ٣٢٨)، "سير أعلام النبلاء" (١٠/ ٢٧٢ - ٢٩٠). وهذا إسناد لا تقوم بمثله الحجة إذا كان متصلًا، فكيف وهو معضل، وأخرج الحاكم (٣/ ٣٣١) أثرًا في خلافة بني العباس من طريق المنصور عن أبيه عن أبيه عن جده قوله، فقال: "رواته عن آخرهم هاشميون معروفون بشرف الأصل"، فتعقبه الذهبي بقوله: "ليسوا معتمدين"، وبين ذلك الألباني في "الضعيفة" (٨٠٦) بأن المنصور حاله في الحديث غير معروف، وفي الطريق إليه مجهولان ومتهم. وقال أيضًا (ح ٦٠٢٦): =