كتاب المقاصد الحسنة في بيان كثير من الأحاديث المشتهرة على الألسنة - ط الميمنة

وكلها ضعيفةٌ، والحملُ فيه -كما قال ابن الجوزي- على حُمَيد (١).

وفي الباب أيضًا عن عليٍّ ﵁ رفعه: "تَزَوَّجوا ولا تُطلِّقوا؛ فإنَّ الطلاقَ يَهتَزُّ منه العرشُ". أخرجه الدَّيلميُّ (٢) مِنْ حديثِ جُوَيبرٍ (٣)، عن الضحَّاك، عن النَزَّال (٤)، عنه، وسَنَدُه ضعيفٌ.

وجاء عن عليٍّ أنه قال: "يا أهل الكوفةِ، لا تُزوِّجوا الحسنَ -يعني ابنَه ﵄- فإنه رجلٌ مِطْلَاق. فقال له رجلٌ: والله لَنُزوِّجَنَّه؛ فما رَضِيَ أمْسَكَ، وما كَرِهَ طلَّق" (٥).

وعن أبي موسى الأشعري مرفوعًا: "ما بالُ أحدكم يلعبُ بحدودِ الله؛ يقول: قد طلَّقت، قد راجعت" (٦).

(١) "العلل المتناهية" (٢/ ١٥٥ رقم ١٠٦٦) وقال: هذا حديث لا يصح.
(٢) كما في "الغرائب الملتقطة" (حرف التاء) من طريق عمرو بن جميع، عن جويبر، عن الضحاك، عن النزال، عن علي مرفوعًا به.
وأخرجه ابن عدي في "الكامل" (٥/ ١١٢)، وابن الجوزي في "الموضوعات" (٣/ ٧٩ - ٨٠) من طريق عمرو بن جميع، عن جويبر … به.
وقال ابن عدي -في عمرو بن جميع-: رواياته عمن روى ليست بمحفوظة وعامتها مناكير، وكان يُتَّهم بوضعها. وقال ابن الجوزي: هذا حديثٌ لا يصح، وفيه آفات.
(٣) جُوَيبر -تصغير جابر- ابن سعيد الأزدي أبو القاسم البلخي ضعيفٌ جدًّا … "التقريب" (٩٨٧).
(٤) النزال بن سَبْرة -بفتح المهملة وسكون الموحدة- الهلالي الكوفي؛ ثقة من الثانية، وقيل: إن له صحبة. "التقريب" (٧١٠٥).
(٥) رواه ابن أبي شيبة في "المصنف" (١٠/ ١٩٠ رقم ١٩٥٣٨) من طريق جعفر، عن أبيه قال: قال علي .. فذكره، من غير جملة: فقال له رجل.
قال أبو زرعة: محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب؛ لم يُدرك هو ولا أبوه علي عليًّا ﵁. "المراسيل لابن أبي حاتم" (ص ١٨٦ رقم ٦٧٦)، فالإسنادُ منقطع.
(٦) أخرجه ابن ماجه في سننه (الطلاق رقم ٢٠١٧)، وابن حبان في "صحيحه" (١٠/ ٨٢ رقم ٤٢٦٥)، والبزار في "مسنده" (٨/ ١١٦ رقم ٣١١٧) جميعهم من طريق مُؤَمَّل بن إسماعيل، والبيهقي في "السنن الكبرى" (٧/ ٣٢٢) من طريق أبي حذيفة موسى بن مسعود؛ كلاهما عن سفيان الثوري، عن أبي إسحاق، عن أبي بردة، عن أبي موسى مرفوعًا به. =