وأحمد بن عرق وأبوه لم أجد لهما ترجمة، وبقية؛ يدلس عن الضعفاء والمجهولين، بل والكذابين، ويسوي، كما في "طبقات المدلسين" (١٠٣، ١١٧)، وأبو بكر بن أبي مريم الغساني ضعيف، واختلط بأخرة، فتركه الدارقطني وغيره، وكان يجمع في روايته بين الشيوخ؛ يتلقن ذلك، كما تقدم (ح ٤٧٧)، وبه أعله الهيثمي في "مجمع الزوائد" (٤/ ٧٧). هذا؛ وفيه عدة علل، وأشدها تدليس بقية، وقد دلس هنا من يتهم بالكذب، فعند الطبراني في "الكبير" (٢٠/ ٢٧٩)، رقم (٦٦٠) [مخطوط ١٠/ ١٠٩/]) عقب الطريق المذكور عن إبراهيم بن أحمد الوكيعي -ثقة- عن بكر بن محمد القرشي، حدثنا سعيد بن عبد الجبار الزبيدي [وتصحف في المطبوع إلى: بقية عن عبد الجبار الزبيدي]، حدثنا أبو بكر بن أبي مريم، عن حبيب بن عبيد، قال: رأيت المقدام .. ، -فذكر القصة التي عند أحمد-، ولفظ المرفوع فيه: "إذا كان في آخر الزمان لا بد للناس فيها من الدراهم والدنانير يقيم الرجل بها دينه ودنياه". وبكر بن محمد القرشي: قال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (١/ ٣٢٨): "لم أعرفه"، وقال الألباني في "الضعيفة" (٢٢٠٧): "لم أجد من ترجمه"، وروى الطبراني عن ثلاثة عنه. وسعيد بن عبد الجبار أبي سعيد الزُّبَيْدي الحمصي: رمي بالوضع، كما تقدم (ح ٣١٩)، وبقية وبكر بن محمد كلاهما من الرواة عن سعيد بن عبد الجبار هذا، فالحديث منكر باطل؛ والإسناد الأخير فيه بيان للراوي الواهي الذي دلسه بقية هناك. والله أعلم. (٢) أخرجه أحمد (٢٨/ ٤٣٣)، رقم (٢٤٦٤)، وابن أبي الدنيا في "إصلاح المال" (٨٤) عن أبي اليمان، عن أبي بكر ابن أبي مريم، قال: كانت لمقدام بن معدي كرب جارية تبيع اللبن ويقبض المقدام الثمن، فقيل له: سبحان الله! أتبيعُ اللبن وتقبض الثمن؟! فقال: نعم؛ لا بأس بذلك، سمعت رسول الله ﷺ يقول: .. فذكره. وهكذا أسنده في "إطراف المسند المعتلي" (٧٤١٩)، وجاء في "غاية المقصد" (١/ ٢٤٦٤): عن أبي بكر بن أبي مريم عن حبيب بن عبيد عن المقدام به -كما عند الطبراني-، ولعله من أوهامه؛ حيث إن الحافظ ابن حجر بعد ما ذكره، قال: =