وأبوه عبد الرحمن بن أبي لبيبة تابعي ثقة -كما قال العجلي في "الثقات" (٢/ ٨٥)، رقم (١٠٧١) -، وجده أبو لبيبة وردان من الصحابة، كما في "معرفة الصحابة" لأبي نعيم (٦/ ٣٠٠٤)، و"تاريخ دمشق" (٥٨/ ١٠٠). وابنه: يحيى بن محمد بن عبد الرحمن بن أبي لبيبة المدني؛ روى عنه وكيع وحاتم بن إسماعيل وابن أبي فديك والواقدي وطبقتهم، وترجم له البخاري بهذا الاسم، وقال البارودي: "هو يحيى بن عبد الرحمن بن محمد بن عبد الرحمن بن أبي لبيبة"، وذلك أنه كثيرًا ما ينسب في الروايات إلى جده عبد الرحمن بن أبي لبيبة، فظن أن أباه هو عبد الرحمن، ومحمد جده، وما ترجم به البخاري أقرب إلى الصواب، كما هو بيِّنٌ من جمع طرق رواياته. ويحيى هذا: أيضًا ذكره ابن حبان في "الثقات" (٧/ ٦٠٩)، وخولف في ذلك، فقال ابن معين: "ابن أبي لبيبة الذي روى عنه وكيع؛ ليس بشيء"، وقال في موضع آخر: "ليس حديثه بشَيْءٍ"، وذكره الفسوي فيمن يرغب عن الرواية عنهم، وقال: "روى عنه وكيع وابن أبي فديك، وهو ضعيف"، وقال ابن عدي: "هو قليل الرواية، روى عنه وكيع أيضًا القليل"، ووهاه الذهبي، بل كذبه في آخر موضع ترجم له في "الميزان"، وقال ابن حجر: "ضعيف، كثير الإرسال"، وخلط ابن أبي حاتم بين الترجمتين، فأدرج قول ابن معين في الترجمتين معًا، وزاد عن أبيه في يحيى بن عبد الرحمن بن أبي لبيبة هذا، أنه قال فيه: "ليس بقوي"، وتبعًا لابن أبي حاتم تعددت تراجمه عند الذهبي في "الميزان"، وكذا خلط ابن الجوزي والمزي والحافظ ابن حجر وغيرهم بين الترجمتين، ومن قبلهم الحاكم في "المستدرك" (٢/ ٥٤٦) حيث عين شيخ وكيع بـ "محمد بن عبد الرحمن"، وإنما هو ابنه يحيى كما تم تحريره، وقد نبه على بعض ذلك الذهبي في موضع من "الميزان"، فأوضحه الحافظ في "اللسان" أكثر، دون تحرير واضح للترجمة. ويحيى بن محمد بن عبد الرحمن هذا لم أقف له على رواية عن أحد من الصحابة، إلا ما ورد من روايته عن جده أبي لبيبة، والظاهر أن فيه وهمًا، وأنه من روايته عن أبيه عن جده، كما وردت به من طرق أخرى عن وكيع وغيره عنه. والله تعالى أعلم. انظر: "الطبقات" لابن سعد (٩/ ٣٤٨ - ٣٤٩)، ولخليفة بن خياط (ص ٢٦٣)، "تاريخ الدوري" (٣/ ٦٥)، رقم (٢٥١، و ٨٤٥، ٨٩٩)، "التاريخ الكبير" للبخاري (١/ ١٥١)، =