للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ولِذا لما قال عمرُ بنُ سعدِ بنِ أبي وقاصٍ (١) -كما عندَ أبي عَوانةَ (٢) وغيرِه (٣) - لأبيهِ: أرضِيتَ أن تكونَ أعرابيًّا في غَنَمِكَ والناسُ يتنازَعونَ في المالِ!؛ ضربَ سعدٌ وجهَهُ (٤)، وقال: دَعْني، سمعتُ النبيَّ يقول: "إنَّ اللهَ يحبُّ العبدَ الغنيَّ التقيَّ الخفيَّ".

ويُروَى عن يزيدَ الرَّقاشيِّ (٥) عن أنسٍ مرفوعًا: "طوبى لكلِّ غنيٍّ تقيٍّ، ولكلِّ فقيرٍ خفيٍّ، يعرِفُه اللهُ ولا يَعرِفُه الناسُ" (٦).


= وما ذكره العجلوني هو الظاهر من فهم أهل العلم للحديث، يتبين ذلك بإيرادهم له في مصنفاتهم وتبويباتهم عليه؛ كصنيع وكيع وابن أبي شبة وابن حبان والطبراني والبيهقي وغيرهم.
لكن قال إبراهيم الحربي: "والذي عندي أنه الشهرةُ وانتشارُ خبرِ الرجلِ، فقال: خيرُه ما كان خفيًّا ليس بظاهرٍ؛ لأنَّ سعدًا أجاب ابنَه على نحوِ ما أرادَه عليه ودعاه إليه من الظهورِ وطلبِ الخلافةِ، فحدَّثه بما سمعَ". "غريب الحديث" (٢/ ٨٤٥).
نعم، جاء ما أشار إليه أبو إسحاق في بعض طرق الحديث، ولو صحَّ لكان قاطعًا للنزاع؛ لأن الراويَ أعلم بمرويِّه، ولكن إسناده ضعيفٌ كما تقدم.
ثم إن الثابتَ أن سعدًا أجاب ابنه بالحديث الآتي الذي ذكره المصنف بعدُ. والله أعلم.
(١) المدنيُّ نزيلُ الكوفةِ، صدوقٌ، ولكن مقتَه الناسُ لكونِه كان أميرًا على الجيشِ الذين قتلوا الحسينَ بنَ عليٍّ، من الثانية، قتله المختارُ سنةَ خمسٍ وستينَ أو بعدَها، ووهمَ من ذكره في الصحابةِ، فقد جزم ابنُ معينٍ بأنه ولد يومَ مات عمرُ بنُ الخطابِ. س. "التقريب" (٤١٣).
(٢) لم أقف على الحديث في المطبوع من "مسنده".
(٣) الحديث أخرجه مسلم (الزهد والرقائق) رقم (٢٩٦٥).
(٤) كذا في النسخ الأربع، وهو خطأ، وصوابه: (صدره) كما في المصادر، والظاهر أن الخطأ من أصل الكتاب، لا من النسخ. والله أعلم.
(٥) تقدمت ترجمته في تخريج الحديث رقم (٩٠).
(٦) ذكره الديلمي في "مسند الفردوس (س) "، ولم يسنده.
وعزاه السيوطي للعسكري في "الأمثال"، وضعف سنده. انظر: "كنز العمال" رقم (٥٩٤٦).
وسنده ضعيف؛ لحال يزيد الرقاشي.

<<  <  ج: ص:  >  >>