كتاب المقاصد الحسنة في بيان كثير من الأحاديث المشتهرة على الألسنة - ط الميمنة

عن جابر ﵁ قال: أعْتَقَ رجلٌ مِنْ بني عُذْرةَ (١) عبدًا له عن دُبُرٍ، فبَلَغَ ذلك النبيَّ ﷺ فقال: "ألَكَ مالٌ غيرُه؟ " فقال: لا. فقال رسولُ الله ﷺ: "مَنْ يَشتَريه (٢) مني؟ "، فاشتَرَاه نُعَيمُ بن عبدِ الله العَدَوي بثماني مائة درهم، فجاءَ بها رسولُ الله ﷺ فدَفَعَها إليه، ثم قال: "ابدأ بنفسك فتَصَدَّق عليها؛ فإنْ فَضَلَ شيءٌ فلأهلك، فإنْ فَضَلَ عن أهلك شيءٌ فلذي قَرَابَتِكَ، فإنْ فَضَلَ عن ذي قَرَابَتِكَ شيءٌ فهكذا وهكذا" يقول: فبَينَ يديك، وعن يمينك، وعن شمالك.

وكذا أخرجه النسائي (٣)، وآخرون (٤).

وفي الباب عن جابر بن سَمُرة عند الطبراني في "الكبير" (٥) مِنْ حديثِ حاتم بن إسماعيلَ وابنِ أبي ذئبٍ؛ كلاهما عن المُهاجرِ بن مسمار (٦)، عن عامر بن سعدٍ، عنه ﵁ رفعه: "إذَا أنعمَ الله على عبدٍ بنعمةٍ فليبدأ بنفسه وأهل بيته".

(١) قال السمعاني: العُذْري -بضم العين المهملة، وسكون الذال المعجمة، وفي آخرها الراء- هذه النسبة إلى عُذْرة؛ وهو: ابن زيد اللات بن رفيدة .. وهي قبيلة معروفة. "الأنساب" (٤/ ١٧١).
(٢) في الأصل "م": من يشتري به مني، والتصويب من "ز" و"د".
(٣) "سنن النسائي الصغرى" (الزكاة، باب أي الصدقة أفضل رقم ٢٥٤٦)، و"الكبرى" (الزكاة، باب أي الصدقة أفضل رقم ٢٣٣٨)، وبرقم (٤٩٨٨ و ٦٢٠٣) عن قتيبة بن سعيد، عن الليث به.
(٤) رواه البيهقي في "السنن الكبرى" (٤/ ١٧٨) من طريق الليث به. وأخرجه البخاري في صحيحه مختصرًا (البيوع، باب بيع المزايدة رقم ٢١٤١) مِنْ حديثِ عطاءِ بن أبي رَباح، عن جابر.
(٥) "المعجم الكبير" (٢/ ١٩٨ رقم ١٨٠٢، ١٨٠٣) من طريق حاتم بن إسماعيل وابن أبي ذئب؛ كلاهما عن المهاجر بن مسمار … به.
(٦) مهاجر بن مسار الزهري مولى سعد المدني، قال ابن سعد: وله أحاديث وليس بذاك وهو صالح الحديث. "الطبقات الكبرى" (٩/ ٣٥٤)، وقال أبو بكر البزار: مشهور صالح الحديث. "مسند البزار" (٣/ ٣٢٠)، وذكره ابن حبان في "الثقات" (٧/ ٤٨٦)، وقال الذهبي: ثقة. "الكاشف" (٢/ ٢٩٩ رقم ٥٦٦١).