من الزلفى، وهي القربى وازدلف إليه: اقترب منه، وواحد الزّلف: زلفة، وقال الشاعر:
طيّ الليالي زلفا مزلفا … سماوة الهلال حتّى احقوقفا
واحقوقف الهلال: اعوج ورق.
وقيل في قوله تعالى: ﴿فَسُبْحانَ اَللّهِ حِينَ تُمْسُونَ﴾.:
أنه صلاة المغرب،. ﴿وَحِينَ تُصْبِحُونَ﴾: صلاة الصبح،. ﴿وَعَشِيًّا﴾.: صلاة العصر،. ﴿وَحِينَ تُظْهِرُونَ﴾ [سورة الروم، الآية ١٨]: صلاة الظهر.
وقال في موضع آخر: ﴿وَمِنْ بَعْدِ صَلاةِ اَلْعِشاءِ﴾.
[سورة النور، الآية ٥٨] وهي التي كانت العرب تسميها: العتمة، فنهى النبي ﷺ عن ذلك.
وأما قوله تعالى: ﴿أَقِمِ اَلصَّلاةَ لِدُلُوكِ اَلشَّمْسِ إِلى غَسَقِ اَللَّيْلِ وَقُرْآنَ اَلْفَجْرِ﴾. [سورة الإسراء، الآية ٧٨] فإنه أمر بأول الصلوات الخمس في هذه الآية، كما أمر به في الآية التي فسرناها قبلها، فدلوك الشمس: زوالها، وهو وقت الظهر، وقيل: دلوكها: غروبها، والذي عندي فيه أنه جعل الدلوك وقتا لصلاتي العشي، وهما الظهر والعصر، كما جعل أحد طرفي النهار وقتا لهما.
وفي هاتين الآيتين أوضح دليل على أن وقتهما، كما روى ابن عباس ﵄:«أنّ النبيّ ﷺ صلاهما في وقت واحد من غير خوف ولا سفر»[مسلم في المسافرين ٤٩]، فقال مالك: إن ذلك كان في مطر.
وقوله تعالى: ﴿إِلى غَسَقِ اَللَّيْلِ﴾. [سورة الإسراء، الآية ٧٨]: يريد وقت صلاتي المغرب والعشاء الآخرة، وهذا