قال الخطابي في حديث عبادة ﵁:«إن المخدجى قال له: إن أبا محمد يزعم أن الوتر حق، فقال:
وكذب أبو محمد»: لم يذهب به إلى الكذب الذي هو الانحراف من الصدق والتعمد للزور، وإنما أراد به أنه زل في الرأي وأخطأ في الفتوى، وذلك لأن حقيقة الكذب إنما يقع في الإخبار، ولم يكن أبو محمد هنا مخبرا عن غيره وإنما كان مفتيا عن رأيه وقد نزه اللّه أقدار الصحابة والتابعين عن الكذب، وشهد لهم في محكم التنزيل بالصدق والعدالة فقال اللّه تعالى: ﴿وَاَلَّذِينَ آمَنُوا بِاللّهِ وَرُسُلِهِ أُولائِكَ هُمُ اَلصِّدِّيقُونَ وَاَلشُّهَداءُ عِنْدَ رَبِّهِمْ﴾. [سورة الحديد، الآية ١٩].
الأجرة، قال الجوهري:«بكسر الكاف ممدودا، لأنه مصدر كاريت، والدليل على ذلك أنك تقول: رجل مكار، ومفاعل إنما يكون من فاعلت» ا هـ، يقال:«أكريت الدار والدابة» ونحوهما، فيه: مكراة، وأكريت واستكريت وتكاريت بمعنى، الكراء يطلق على المكري والمكترى.
قال ابن عمر ﵄: يستعمل فيما لا يعقل والإجارة فيمن يعقل.
فكراء السفن: بيع منفعة ما أمكن نقله من جارية السفن.
وكراء الدور والأرضين: بيع منفعة ما لا يمكن نقله.
فيدخل كراء كل أرض ودار، ويخرج ما عداهما.
وكراء الرواحل: بيع منفعة ما أمكن نقله من حيوان لا يعقل.
«المصباح المنير (كرى) ص ٥٣٢ (علمية)، والمطلع ص ٢٦٤، وشرح حدود ابن عرفة ص ٥٢٤، ٥٢٥، ٥٢٦».