والثقيل تارة يستعمل في الذم وهو أكثر في التعارف، وتارة في المدح نحو قول الشاعر:
تحف الأرض إمّا بنت عنها … وتبقى ما بقيت بها ثقيلا
حللت بمستقر العز منها … فتمنع جانبيها أن يميلا
قال: والثقيل والخفيف يستعملان على وجهين:
أحدهما: على سبيل المضايقة، وهو ألا يقال: الشيء ثقيل أو خفيف، إلا باعتباره بغيره، ولهذا يصح للشيء الواحد أن يقال له: خفيف إذا اعتبر به ما هو أثقل منه، وثقيل إذا اعتبر به ما هو أخف منه.
والثاني: أن يستعمل الثقيل في الأجسام المرجحنة إلى أسفل، كالحجر والمدر، والخفيف في الأجسام المائلة إلى الصعود، كالنار والدخان، ومن هذا قوله تعالى: ﴿اِثّاقَلْتُمْ إِلَى اَلْأَرْضِ﴾. [سورة التوبة، الآية ٣٨].