للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وإن كان الصادر عنها الأفعال القبيحة سميت الهيئة: خلقا سيئا.

وإنما قلنا: إنه هيئة راسخة لأن من يصدر منه بذل المال نادرا لحالة عارضة لا يقال: خلقه السّخاء ما لم يثبت ذلك في نفسه.

وكذا من تكلف السكوت عند الغضب بجهد أو دربة لا يقال:

خلقه الحلم.

- وليس الخلق عبارة عن الفعل، فرب شخص خلقه السخاء ولا يبذل، إما لفقد مال أو لمانع، وربما يكون خلقه البخل، وهو يبذل لباعث حياء أو رياء.

- وحقيقته: أنه لصورة الإنسان الباطنة، وهي نفسه وأوصافها ومعانيها المختصة بها بمنزلة الخلق لصورته الظاهرة وأوصفها ومعانيها، ولهما أوصاف حسنة وقبيحة.

والثواب والعقاب مما يتعلقان بأوصاف الصورة الباطنة أكثر مما يتعلقان بأوصاف الصورة الظاهرة، ولهذا تكررت الأحاديث في مدح حسن الخلق في غير موضع، كقوله : «أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقا» [أبو داود «سنة» ١٢].

وقوله : «بعثت لأتمم مكارم الأخلاق».

[أحمد ٣٢١/ ٢]

«النهاية ٧٠/ ٢، ٧١، ٧٢، والتوقيف ص ٣٢٤، ٣٢٥، والقاموس القويم للقرآن الكريم ص ٢٠٧».

[الخلل]

قال المنذرى: هو بفتح الخاء المعجمة واللام، وهو: ما بين الاثنين من الاتساع.

«نيل الأوطار ١٨٠/ ٣».

[الخلة]

- بالفتح -: الحاجة والفقر.

«نيل الأوطار ٢٦٩/ ٨».

<<  <  ج: ص:  >  >>