قال: بديت بغير همز، تقول: بداية بغير همز، حكاهما الجوهري.
«المصباح المنير (بدأ) ص ١٦، والمطلع ١٦، ١٧».
[البدعة]
لغة: من بدع الشيء يبدعه بدعا، وابتدعه: إذا أنشأه وبدأه. والبدع: الشيء الذي يكون أولا، ومنه قوله تعالى:
﴿قُلْ ما كُنْتُ بِدْعاً مِنَ اَلرُّسُلِ﴾. [سورة الأحقاف، الآية ٩]:
أي لست بأول رسول بعث إلى الناس، بل قد جاءت الرسل من قبل، فما أنا بالأمر الذي لا نظير له حتى تستنكرونى.
والبدعة: الحدث، وما ابتدع في الدين بعد الإكمال.
وفي «لسان العرب»: المبتدع الذي يأتي أمرا على شبه لم يكن، بل ابتدأه هو، وأبدع، وابتدع، وتبدع: أتى ببدعة، ومنه قوله تعالى: ﴿وَرَهْبانِيَّةً اِبْتَدَعُوها ما كَتَبْناها عَلَيْهِمْ إِلاَّ اِبْتِغاءَ رِضْوانِ اَللّهِ﴾. [سورة الحديد، الآية ٢٧].
وبدّعه: نسبه إلى البدعة، والبديع المحدث: العجيب، وأبدعت الشيء: اخترعته لا على مثال، والبديع: من أسماء اللّه تعالى، ومعناه: المبدع، لإبداعه الأشياء وإحداثه إياها.
اصطلاحا: الفعلة المخالفة للسّنة.
وعرّفها الإمام الشاطبي فقال: طريقة في الدين مخترعة تضاهي الشرعية، يقصد بالسلوك عليها المبالغة في التعبد للّه ﷾.
قال: وهذا على رأى من لا يدخل العادات في معنى البدعة، وإنما يخصها بالعبادات، وأما على رأى من أدخل الأعمال العادية في معنى البدعة فيقول:
- البدعة طريقة في الدين مخترعة تضاهي الشرعية، يقصد بالسلوك عليها ما يقصد بالطريقة الشرعية.