وأصل التصرية: الحبس والجمع، يقال:«صرى الماء في ظهره زمانا»: إذا حبسه، وصرى الرّجل الماء في صلبه: إذا امتنع من الجماع، قال الشاعر:
رأت غلاما قد صرى في فقرته … ماء الشباب عنفوان شرته
ويقال:«ماء صرىّ»: إذا اجتمع في محبس متغير لطول المكث، قال الشاعر:
صرى آجن يزوي له المرء وجهه … إذا ذامه الظمآن في شهر ناجر
والآجن: المتغير، وناجر: شهر الحرّ.
وفسرها الشافعي: أنها التي تصر أخلافها ولا تحلب أياما.
فمن جعله من الصر قال: كانت المصراة في الأصل: مصرّرة، فاجتمعت ثلاث راءات، فأبدلت أخراهن، كما قالوا في تظننت:«تظنيت»، من الظن، فلما تحركت الياء وانفتح ما قبلها قلبت ألفا.