للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

نحو: ﴿وَسْئَلُوا ما أَنْفَقْتُمْ﴾. [سورة الممتحنة، الآية ١٠].

أو ب (من) نحو: ﴿وَسْئَلُوا اَللّهَ مِنْ فَضْلِهِ﴾.

[سورة النساء، الآية ٣٢]

والسؤال كما تعدى ب (عن)، لتضمنه معنى التفتيش، تعدى بالباء أيضا، لتضمنه معنى الاعتناء.

٢ - قال أبو البقاء: من عادة القرآن، أن السؤال إذا كان واقعا يقال في الجواب «قل» بلا فاء، مثل: ﴿وَيَسْئَلُونَكَ عَنِ اَلرُّوحِ﴾. [سورة الإسراء، الآية ٨٥]، ﴿وَيَسْئَلُونَكَ عَنِ اَلْمَحِيضِ﴾. [سورة البقرة، الآية ٢٢٢] ونظائرها، فصيغة المضارع للاستحضار بخلاف: ﴿وَيَسْئَلُونَكَ عَنِ اَلْجِبالِ﴾.

[سورة طه، الآية ١٠٥]، فإن الصيغة فيها للاستقبال، لأنه سؤال علم اللّه تعالى وقوعه، وأخبر عنه قبله، ولذلك أتى بالفاء الفصيحة في الجواب، حيث قال: ﴿فَقُلْ يَنْسِفُها رَبِّي﴾. [سورة طه، الآية ١٠٥]: أي إذا سألوك فقل.

٣ - سؤال الجدل حقه أن يطابق جوابه بلا زيادة ولا نقص.

وأما سؤال التعلم والاسترشاد فحق المعلم أن يكون فيه كطبيب يتحرى شفاء سقيم فيبنى المعالجة على ما يقتضيه المرض، لا على ما يحكيه المريض.

وقد يعدل في الجواب عما يقتضيه السؤال تنبيها على أنه كان من حق السؤال أن يكون كذلك، ويسميه السكاكي أسلوب الحكيم.

وقد يجيء الجواب أعم من السؤال للحاجة إليه، مثل:

الاستلذاذ بالخطاب، كما في جواب: ﴿وَما تِلْكَ بِيَمِينِكَ يا مُوسى﴾ [سورة طه، الآية ١٧]. وإظهار الابتهاج بالعبادة، والاستمرار على مواظبتها، أو ليزداد غيظ السائل كما في قول

<<  <  ج: ص:  >  >>