ألم تعرف الأطلال فالمتربعا … ببطن حليّات دوارس بلقعا
قوله:«وإن مما ينبت الرّبيع ما يقتل حبطا أو تلمّ»: فهو مثل المفرط الحريص على جمع المال ومنعه من حقه، وذلك أن الربيع ينبت إمرار العشب التي تحلو للماشية فتستكثر منها حتى تنتفخ بطونها فتهلك، كذلك الذي يجمع الدنيا ويحرص عليها ويمنع ذا الحق حقه منها يهلك في الآخرة بدخول النار واستيجاب العذاب.
الربع: ٢٥ رطلا، والرطل: ٥٠٤ جرامات.
قال أبو سلمان في حديث النبي ﷺ: أن سبيعة الأسلمية جاءته وقد توفى عنها زوجها فوضعت بأدنى من أربعة أشهر من يوم مات، فقال رسول اللّه ﷺ:«يا سبيعة أربعى بنفسك»[النهاية ١٨٧/ ٢].
قوله:«أربعى بنفسك»: تأوله بعضهم على معنى قول الناس: «أربع على نفسك»: أي أبق على نفسك، يذهب إلى أنه أمرها بالتوقف والتأني على مذهب من يلزمها أن تعتد آخر الأجلين.
وهذا تأويل فاسد، والأخبار تنطق بخلافه وبإباحة النبي ﵊ لها أن تنكح.
قال أبو سليمان: قوله: «أربعى بنفسك» معناه: اسكني وانزلى حيث شئت فقد انقضت عدّتك وحللت للأزواج.
والرّبع: دار الإقامة، وقد ربع الرجل بالمكان: إذا أقام به.
وقوله ﷺ:«فأربعوا»[النهاية ١٧٩]: أي ارفقوا بأنفسكم.