للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الدنيا قرونا، وقادوا الحياة أزمانا، فجدد اللّه على أيديهم ما ترك من هدى، وما درس من سنن، ولم يخل منهم زمن منذ عصر الصحابة، ولن يخلو منهم زمن حتى يأتي أمر اللّه، ولم يخل منهم مكان ولن يخلو على امتداد البسيطة، كما قال علىّ بن أبى طالب في حديثه الشهير لكميل بن زياد: «لا تخلو الأرض من قائم للّه بحجّة، إما ظاهرا مشهورا وإما خائفا مغمورا، لئلا تبطل حجج اللّه وبيناته، وكم ذا وأين أولئك؟ أولئك - واللّه - الأقلون عددا، الأعظمون عند اللّه قدرا، يحفظ اللّه بهم سننه وبيناته حتى يودعوها نظراءهم ويزرعوها في قلوب أشباههم».

وقد شمر أولئك الأعلام عن ساعد الجد، ودونوا لنا أحكام الإسلام في مصنفات لا تزال غرّة في جبين الزمن إلى آخر الزمن، ومفخرة الأمة إلى أن يرث اللّه الأرض ومن عليها.

إلا أنهم كأصحاب فن مستقل، وعرف خاص لهم مصطلحاتهم، وعباراتهم التي انفردوا بها عن غيرهم، فانفردوا بعبارات واختصوا بمصطلحات، وكذلك نجد أنهم نبهوا على مقادير، وأوزان، ومكاييل، ومساحات، ومسافات، ونباتات، وحيوان، وملابس وألوان، وأمكنة، وبلاد.

لذا اهتم آخرون منهم بشرح هذه المصطلحات، وتفسير الكلمات الغريبة، وبيان المقادير، والأوزان، والمكاييل، والمساحات، وتحديد وحدات كل ذلك وغيرها في كتب سميت «غريب لغة الفقهاء»، إلا أنهم في عصورهم شرحوا ما ظنوه غريبا، وجئنا من بعدهم، فاستغلق علينا ما كان في رتبة البيان عندهم فاحتاج الأمر إلى شرح المستغلق والغريب، وكذا فقد تغيرت وحدات الموازين، والمكاييل، والمساحات وغيرها من زمنهم إلى زماننا.

وأيضا فهذه المصنفات في الغالب مذهبية يشرح كل كتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>