للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وعقب القاضي على حكم غيره: نقضه وحكم بغيره، قال اللّه تعالى: ﴿وَاَللّهُ يَحْكُمُ لا مُعَقِّبَ لِحُكْمِهِ﴾.

[سورة الرعد، الآية ٤١]: حكمه نافذ لا ينقضه أحد، وعقّب فلان فلانا: تتبعه ليستردّ منه حقّه أو ليأخذه بذنبه قبله، قال اللّه تعالى: ﴿لَهُ مُعَقِّباتٌ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ﴾.

[سورة الرعد، الآية ١١]: أي ملائكة حفظة يتتبعونه يحفظونه ويحصون أعماله، وليست التاء للمبالغة، بل هي للتأنيث، فلم نعهد تاء المبالغة في جمع المؤنث السالم، أو المعنى:

تتعاقب الملائكة ليلا ونهارا.

وعاقبه عقابا: جازاه، بما فعل، قال اللّه تعالى: ﴿وَإِنْ عاقَبْتُمْ فَعاقِبُوا بِمِثْلِ ما عُوقِبْتُمْ بِهِ﴾.

[سورة النحل، الآية ١٢٦]

والعقاب: المعاقبة وإيقاع الجزاء على المذنب، قال اللّه تعالى:

﴿إِنَّ رَبَّكَ لَذُو مَغْفِرَةٍ وَذُو عِقابٍ أَلِيمٍ﴾.

[سورة فصلت، الآية ٤٣]

والأعقاب: جمع عقب، قال اللّه تعالى: ﴿اِنْقَلَبْتُمْ عَلى أَعْقابِكُمْ﴾. [سورة آل عمران، الآية ١٤٤]: أي ارتددتم عن الإسلام، ورجعتم إلى الكفر.

العقبة: المرقى الصعب من الجبال، قال اللّه تعالى: ﴿فَلَا اِقْتَحَمَ اَلْعَقَبَةَ﴾ [سورة البلد، الآية ١١]: أي فلا تخطاها واجتازها بفك الرقاب وبالإحسان. والعقبة واقتحامها تصوير بلاغي يصوّر القرآن فيه مجاهدة النفس والتغلب على حب الدنيا وحب المال، بالإنفاق وبالإيمان ليصل إلى رضوان اللّه في جنته، ولكن الإنسان المحروم لا يفعل ذلك ولا يقتحم العقبة.

«القاموس القويم للقرآن الكريم ٢٩/ ٢».

<<  <  ج: ص:  >  >>