أقل ما قيل في الميل: ألفا ذراع، وهو المشهور من مذهب المالكية. وأكثر ما قيل في الميل: ستة آلاف ذراع، وهو مذهب الشافعية والحنابلة. وبينهما: قيل: ثلاثة آلاف ذراع. وقيل: ثلاثة آلاف وخمسمائة ذراع، وهو قول مصحح عند المالكية. وقيل: أربعة الآف ذراع، وهو مذهب الحنفية. وجاء في المصباح المنير (٢/ ٥٨٨): «والميل … عند القدماء من أهل الهيئة: ثلاثة آلاف ذراع. وعند الْمُحْدَثِينَ: أربعة آلاف ذراع. والخلاف لفظي؛ لأنهم اتفقوا على أن مقداره ست وتسعون ألف إصبع، والإصبع ست شعيرات بطن كل واحدة إلى الأخرى، ولكن القدماء يقولون: الذراع اثنتان وثلاثون إصبعًا. وَالْمُحْدَثُونَ يقولون: أربع وعشرون إصبعًا، فإذا قسم الميل على رأي القدماء كل ذراع اثنين وثلاثين كان المتحصل ثلاثة آلاف ذراع. وإن قسم على رأي المحدثين أربعًا وعشرين، كان المتحصل أربعة آلاف ذراع والفرسخ عند الكل ثلاثة أميال». اه فإذا قلنا: إن الذارع ٠. ٤٨ سم. أقل من نصف المتر. فإذا قلنا: إن الميل ألفي ذراع، كان الميل يساوي حاصل ضرب ٢٠٠٠× ٠. ٤٨ - ٩٦٠. فإذا ضربنا ذلك بعدد الأميال ٩٦٠×٤٨ - ٤٦ كيلو. وإن قلنا: إن الميل ٣٥٠٠ ذراع. كان الميل يساوي حاصل ضرب ٣٥٠٠×٠. ٤٨ - ١٦٨٠. فإذا ضربنا ذلك بعدد الأميال صارت المسافة بالكيلو ١٦٨٠×٤٨ - ٨٠. ٦٤٠. وإذا قلنا: إن الميل يساوي ستة الآف ذراع على ما اختاره الشافعية والحنابلة، صار الميل: ٦٠٠٠× ٠. ٤٨ - ٢. ٨٨٠. فإذا ضربنا ذلك بعدد الأميال ٢. ٨٨٠× ٤٨ - ١٣٨. ٢٤٠ كيلو، ولا أعلم أحدًا قال بهذه المسافة. جاء في كشاف القناع (٣/ ٢٦٣): «قدره ابن عباس من عُسْفان إلى مكة، ومن الطائف إلى مكة، ومن جدة إلى مكة». والمسافة بين تلك الأماكن أقل من مائة كيلو. وإذا كان الجمهور اتفقوا على تقدير الأربعة برد بمرحلتين، وقد قال الحنابلة: إن ميقات أهل نجد قرن المنازل، ويعرف الآن بالسيل، وهو مرحلتان عن مكة. وقالوا: لو اعتمر في أشهر الحج، ثم سافر سفرًا تقصر فيه الصلاة أو رجع إلى الميقات وأهل بالحج، فليس بمتمتع، فجعلوا رجوعه إلى الميقات سفرًا تقصر فيه الصلاة، والمسافة بين مكة وقرن المنازل لا تبلغ ستة الآف ذراع، والله أعلم. =