للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:
مسار الصفحة الحالية:

[أحكام الإمامة]

[تمهيد]

[المبحث الأول في تعريف الإمامة]

تعريف الإمامة اصطلاحًا (١):

اتباع مصل فأكثر بجميع صلاته أو بجزء منها بمصلٍّ آخر في أفعال الصلاة مما


(١) تعريف الإمامة في اللغة:
الإمام مفرد، وجمعة أئمة، يقال: أَمَّهُ أَمًّا مِنْ بَابِ قَتَلَ قَصْدَهُ وَأَمَّمَهُ وَتَأَمَّمَهُ أَيْضًا قَصْدَهُ وَأَمَّهُ وَأَمَّ بِهِ إمَامَةً صَلَّى بِهِ إمَامًا.
ويطلق الإمام على: الأنبياء، قال الله عن إبراهيم: ﴿إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا﴾ [البقرة: ١٢٤]، وقال الطبري، ت أحمد شاكر (١٨/ ٤٧٢) في تفسير قوله تعالى: (وجعلناهم أئمة يهدون بأمرنا) قال: جعلنا إبراهيم وإسحاق ويعقوب أئمة يؤتم بهم في الخير في طاعة الله في اتباع أمره ونهيه، ويقتدي بهم، ويتبعون عليه.
ومنه إطلاق الإمام على العالم الرباني المقتدى به، تقول: الإمام أحمد إمام أهل السنة.
ويطلق الإمام على من يؤتم به في الصلاة.
ويطلق الإمام على من يقتدى به في الخير والشر، قال تعالى: ﴿وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ﴾ [القصص: ٤١].
ويطلق على الطريق، قال تعالى: ﴿فَانْتَقَمْنَا مِنْهُمْ وَإِنَّهُمَا لَبِإِمَامٍ مُبِينٍ﴾ [الحجر: ٧٩]، أي لبطريق واضح بيِّن. وقيل للطريق إمام؛ لأن المسافر يأتم به، حتى يصير إلى الموضع الذي يريده.
ويطلق على الذكر والأنثى؛ لأن الإمام اسم لا صفة، ويقرب من هذا ما حكاه ابن السكيت في كتاب المقصور والممدود، تقول للعرب: عاملنا امرأة، وأميرنا امرأة، وفلانة وَصِيُّ فلان وفلانة: وكيل فلان، قال: وإنما ذُكِّر؛ لأنه إنما يكون في الرجال أكثر مما يكون في النساء، فلما احتاجوا إليه في النساء، أجروه على الأكثر في موضعه وأنت قائل مؤذن بني فلان امرأة وفلانة شاهد بكذا لأن هذا يكثر في الرجال ويقل في النساء. انظر: المصباح المنير (ص: ٢٣، ٢٤)، تاج اللغة وصحاح العربية (٥/ ١٨٦٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>