للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

[الباب السادس في سجود الشكر]

تمهيد في تعريف سجود الشكر

سجود الشكر اصطلاحًا (١):

إضافة السجود إلى الشكر، من باب إضافة الشيء إلى سببه، فالشكر سبب السجود بلا خلاف.

وسجود الشكر: سجدة يتعبد بها العبد عند تجدد نعمة عامة أو خاصة، أو اندفاع نقمة عامة أو خاصة شكرًا لله (٢).

فمثال النعم المتجددة العامة: كما لو بُشِر بانتصار المسلمين، أو بشر بنزول الغيث بعد شدة الحاجة إليه وتأخر نزوله.

وأما النعم الخاصة: كما لو بشر بولد، أو بوظيفة، أو قدوم غائب.

ومثال اندفاع نقمة: كنجاة من غرق، أو حريق، فيغمر الله قلب عبده بالسرور، والفرح، والامتنان، فيخضع للمنعم بالسجود شكرًا على ما قدر، فالمؤمن لا يحمله فرحه على الكبر والبطر، بل يحمله على الخضوع والاستسلام والشكر، كما فعل النبي حين دخل مكة فاتحًا.

يقول ابن كثير: «لما دخل رسول الله مكة يوم فتحها دخلها، وهو راكب ناقته، وهو متواضع حامد شاكر، حتى إن عُثْنُونَهُ، وهو طرف لحيته ليمس مورك رحله، مما يطأطئ رأسه خضعانًا لله، ﷿، ومعه الجنود والجيوش ممن


(١) الشكر: مصدر شَكَرَ يَشْكُرُ شُكْرًا وَشُكُورًا وشُكْرانًا، ويتعدى لواحد تارة بنفسه وتارة بحرف جر، يقال: شكره، وشكر له، ونصحه ونصح له، وأما السجود فمعروف.
(٢) فتح العزيز (٤/ ٢٠٣)، تحرير الفتاوى (١/ ٣٠٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>