للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

[المبحث الثاني في أهمية الإمامة]

[الفرع الأول في فضل الإمامة]

[م-١٠٠٨] يستمد فضل الإمامة من فضل صلاة الجماعة، ومن أهمية دور المسجد في المجتمع. وصلاة الجماعة والأذان لها من شعائر الإسلام العظيمة، وتؤدى في خير البقاع: في بيوت الله.

قال تعالى: ﴿فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآَصَالِ﴾ [النور: ٣٦].

ويكفي المساجد شرفًا أن أضيفت إلى الله ، فبيوت الله هي المساجد، وهي محل إقامة الصلاة جماعة، وهي محل صلاوته، فالصلاة أعظم أركان الإسلام العملية، والإمامة فيها تعني أن الإمام فيها موضع القدوة لقومه فمن اقتدي به في أعظم أركان الإسلام العملية فحري أن يقتدى به في سائر أمور الدين والدنيا.

وهي وظيفة النبي محمد ، فكان يصلي بأصحابه حضرا وسفرًا حتى توفاه الله، وهي وظيفة خلفائه في حياته ومن بعده.

فكان إذا أناب أميرًا على مدينة كان إمامهم في الصلاة،

فأناب أبا هريرة على المدينة، وعتاب بن أسيد على مكة، وعثمان بن أبي العاص على الطائف، وأناب أبا موسى ومعاذا وعليًا على اليمن، وأناب عمرو بن حزم على نجران.

وكذلك كان خلفاؤه من بعده، فكان أبو بكر وعمر وعثمان وعلي يصلون بالمسلمين؛ لأن المقدم في الصلاة كان مقدمًا في الإمامة العظمى، ولهذا حرص النبي أن يقدم أبا بكر في إمامة المسلمين في مرضه الذي مات فيه، فكان في

<<  <  ج: ص:  >  >>