للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

الفرع الثاني اللحن في الصلاة عجزًا

المدخل إلى المسألة:

الاختيار في الإمام أن يكون فصيح اللسان، حسن البيان، مرتلًا للقرآن.

اللحن في القراءة نقص فيها؛ لهذا لا يختلفون في كرهة إمامة اللحان مع وجود غيره.

ليس كل نقص في القراءة مفسدًا للصلاة إلا بدليل، والأصل الصحة.

إذا كان اللحن لا يمنع من صحة صلاة اللاحن، لم يمنع من صحة إمامته.

اللاحن إذا لم يقصر في التعلم، قد أدى ما فرضه الله عليه، فلم يمنع ذلك من صحة الاقتداء به.

الفاتحة كلها ركن، وليس كل حرف فيها يعد ركنًا، فاللحن في القراءة يقع غالبًا في أحرف يسيرة.

لو سلمنا أن كل كلمة في الفاتحة ركن فاللاحن لم يترك أصل الركن، وإنما ترك صفة فيه، وهي حركة الإعراب وأتى بغيرها، ظانا أنها هي، فالحركة التي هي الضمة والفتحة لا يمكن أن تعد ركنًا.

لو كان اللحن بمنزلة الكلام الأجنبي في الصلاة ما جاز له أن يؤم من كان مثله، وعامة العلماء على جواز إمامة الأمي لمثله.

[م-١٠٢٥] الخلاف في اللاحن إذا وقع من جاهل يقبل التعليم، ولكنه عجز عن تعلم الصواب إما لضيق الوقت أو لعدم وجود من يعلمه، فهذا الذي في إمامته خلاف، وأما إذا ترك التعلم مع قدرته عليه فقد نص جمهور العلماء على أن إمامته لا تصح (١).


(١) التوضيح لخليل (١/ ٤٦٤)، شرح الخرشي (٢/ ٢٦)، الفواكه الدواني (١/ ١٩٠)، حاشية الدسوقي (١/ ٣٢٩)، روضة الطالبين (١/ ٣٥٠)، المجموع (٤/ ٢٦٧)، غاية المنتهى
(١/ ٢٢١)، معونة أولي النهى (٢/ ٣٨٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>