[الفصل السابع في اجتماع الصبيان مع البالغين في الصف]
المدخل إلى المسألة:
مطلق حديث:(ليلني منكم أولو الأحلام والنهى) يشمل ما إذا حضروا معًا، أو جاءوا متفرقين.
جلس الفتى قيس بن عباد في مقدمة الصف، فجبذه أبي بن كعب، وقام مقامه، وقال: إن هذا عهد النبي ﷺ إلينا أن نليَه.
فَعَلَ هذا أبي بن كعب بحضرة عمر بن الخطاب وجماعة من كبار الصحابة، وأقروا فعله، ولم ينكروه، ولا يعلم لهم مخالف من الصحابة، فكان إجماعًا سكوتيًّا.
فِعْلُ الصحابة ﵃ يخصص العام، ويقيد المطلق، ويبين المجمل من النصوص في أصح أقوال أهل العلم.
رواية ابن جريج عن نافع عن ابن عمر: نهى أن يقيم الرجل أخاه من مجلسه، محمولة على رواية مالك وعبيد الله بن عمر عن نافع:(لا يقيم الرجل الرجل من مجلسه).
حديث ابن عمر (لا يقيم الرجل أخاه من مجلسه) عام في كل مجلس، وحديث (ليلني منكم أولو الأحلام والنهى) خاص في المقام خلف الإمام، والخاص مقدم على العام.
ما زال الناس في اجتماعاتهم يتركون مقدمة المجلس للكبار إذا حضروا، ويتأخر من دونهم ولو كانوا كبارًا فضلًا عن الشباب وصغار القوم، ولا يعتبر هذا كسرًا لقلوبهم، ولا تنفيرًا لهم؛ بل يعدونه من الأدب للكبير، والاحترام له، وحفظ حقه، فكيف بمقام الصلاة، والتي قد يحتاج إلى العالم والفقيه أن يكون خلف الإمام ليفتح عليه، وليستخلفه عند الحاجة.
إذا خيف العبث من اجتماع الغلمان وجب تفريقهم، ولو كانوا في مقدمة الصف، وليس هذا قاعدة حتى نعطل سنة لمفسدة متوهمة حتى يتحقق حصولها.