للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

[الفرع الخامس في قراءة بعض السور والآيات بعد الصلاة]

المدخل إلى المسألة:

• لا يصح الحديث الوارد في قراءة آية الكرسي بعد الصلاة.

• لو كان الحديث محفوظًا، وهو يختص بأذكار عبادة من أعظم العبادات، وهي الصلاة، وأكثرها تكرارًا، واجتماع الناس لها علانية، وللصحابة عناية خاصة بنقل كل ما يتعلق بها، ورتب على هذا الذكر الأجر العظيم، في كونه موجبًا لدخول الجنة، لو كان ذلك محفوظًا لتوفرت الهمم على نقله، ولخرَّجه أصحاب الأمهات، فقد تجنبه أصحاب الكتب التسعة، ولم ينقل تصحيحه عن الأئمة المتقدمين، وتجنب النسائي ذكره في المجتبى من سننه، وإن أودعه الكبرى، ولو كان قويًّا عنده لاجتباه.

• لا يحفظ آثار عن الصحابة بالعمل به، وهم أحرص الناس على الاتباع.

• يقول ابن تيمية: لم يروه أحد من أهل الكتب المعتمد عليها، فلا يمكن أن يثبت به حكم شرعي، ولم يكن النبي وأصحابه وخلفاؤه يجهرون بعد الصلاة بقراءة آية الكرسي، ولا غيرها.

• قراءة المعوذات رواه عن عقبة بن عامر ثمانية رواة بألفاظ مختلفة، بعضهم في فضلها، وهي رواية مسلم، وبعضهم في فضل قراءتها في الصلاة، وانفرد علي بن رباح في ذكر قراءتها في دبر الصلوات، فإن اعتبرنا هذه الروايات حديثًا واحدًا، وهو الظاهر والأصل، فإن رواية مسلم هي المحفوظة، وما عداها شاذ، ويكون في الحديث علتان: المخالفة، والتفرد، وإن كانت أحاديث متعددة، وهذا خلاف الأصل كان فيه علة واحدة، وهي التفرد، والحمل فيها على من رواه عن علي بن رباح، والله أعلم.

<<  <  ج: ص:  >  >>