• قال الماوردي: كل موضع ذكر الله فيه المسجد الحرام فالمراد به الحرم، إلا قوله تعالى: ﴿فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ﴾ فإن المراد به الكعبة
[م-٢٩٣] القِبْلَة: في الأصل الجهة يقال: من أين قِبْلَتُك؟ أي أين جهتك. وليس لفلان قبلة: أي جهة. قال تعالى: ﴿وَلِكُلٍّ وِجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّيهَا﴾. [البقرة: ١٤٨] أي يستقبلها.
وكل شيء جعلته تلقاء وجهك فقد استقبلته.
وقِبْلَة: على وزن فِعْلَة، من المقابلة، وأصل القبلة في اللغة: الحالة التي عليها المقابل، نحو الجِلسة، والقِعدة، ثم صارت اسمًا للمكان المقابل المُتَوَّجه إليه للصلاة.
وقد صارت القبلة عَلَمًا وحقيقة شرعية على الكعبة المشرفة، وعلى جهة استقبالها في الصلاة، لا يفهم منها غير ذلك، ولذلك قال بعض اللغويين: القبلة معروفة.
قال ابن فارس:«سميت بذلك؛ لأن الناس يقبلون عليها في صلاتهم»(١).
وسميت الكعبة كعبة؛ لارتفاعها عن الأرض، ومنه كعب الرجل.
قال الهروي: كل شيء علا وارتفع، فهو كعب.
(١) لسان العرب (١١/ ٥٤٤، ٥٤٥)، تاج العروس (٣٠/ ٢٠٧)، الصحاح (٥/ ١٧٩٥)، المطلع على أبواب المقنع (ص: ٨٥)، البارع في اللغة (ص: ٩٤)، تحرير التنبيه (ص: ٥٩).