للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

[المبحث الثالث في حكم التوجه إلى بيت المقدس]

المدخل إلى المسألة:

• إذا كان النبي -لم يتحول بالاجتهاد إلى الكعبة مع محبته لها حتى نزل عليه الوحي بذلك، فلن يتحول عن الكعبة إلى بيت المقدس بالاجتهاد.

• ظاهر القرآن أن صلاته إلى بيت المقدس كان توجيهًا من الله، لقوله: ﴿وَمَا جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنْتَ عَلَيْهَا﴾ فهو من جَعْلِ الله: أي من أمره وتشريعه.

• على القول بأن توجهه إلى بيت المقدس كان باجتهاد من النبي -فقد أقره الله سبحانه فصار تشريعًا.

[م-٢٩٥] اختلف الفقهاء في صلاة النبي -إلى بيت المقدس أكان فرضًا لا يجوز غيره، أم كان مخيرًا في توجهه إليها، فاختار بيت المقدس؛ لتأليف أهل الكتاب؟ على قولين:

القول الأول:

أن ذلك كان اختيارًا من رسول الله ، وبه قال الحسن وعكرمة وأبو العالية وقتادة والسدي وزيد بن أسلم (١).

وأن النبي -تبع في ذلك شريعة من قبله من الأنبياء، ممن كانت قبلته إلى بيت المقدس.

واستدلوا بقول الله تعالى: ﴿وَلِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ﴾ [البقرة: ١١٥]


(١) تفسير ابن أبي حاتم (١/ ٢١٢)، تفسير الطبري ط هجر (٢/ ٦٢٣)، المنتقى للباجي (١/ ٣٤٠)، أحكام القرآن للجصاص (١/ ١٠٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>