للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

[المبحث الثاني النداء لصلاة الاستسقاء]

المدخل إلى المسألة:

* كل عبادة وجد سببها على عهد النبي، ولم تفعل، ولم يمنع من فعلها مانع فإن فعلها محدث.

* الأصل في العبادات المنع إلا بدليل.

* لم يرد الأذان المعروف لغير الصلوات الخمس، ومنها الجمعة إلا ما كان قبل الصبح.

[م-٩٥] أجمع العلماء على أنه لا أذان، ولا إقامة لصلاة الاستسقاء.

قال ابن بطال: «لا خلاف بين العلماء أنه لا أذان، ولا إقامة لصلاة الاستسقاء» (١).

وقال ابن قدامة: «ولا يسن لها أذان، ولا إقامة، لا نعلم فيه خلافًا» (٢).

(ح-٢٤٤) وأما ما رواه الإمام أحمد، من طريق وهب بن جرير، قال حدثنا أبي، قال: سمعت النعمان، يحدث عن الزهري، عن حميد بن عبد الرحمن،

عن أبي هريرة، أنه قال: خرج نبي الله يومًا يستسقي، فصلى بنا ركعتين بلا أذان ولا إقامة .... الحديث (٣).

[فنفي الأذان والإقامة في هذا الحديث منكر] (٤).


(١) شرح صحيح البخاري لابن بطال (٣/ ١٦)، ونقله الحافظ في الفتح (٢/ ٥١٤).
(٢) المغني (٢/ ١٤٩).
(٣) المسند (٢/ ٣٢٦).
(٤) اختلف فيه على الزهري:
فرواه النعمان بن راشد، وهو ضعيف كما في سنن ابن ماجه (١٢٦٨)، وصحيح ابن خزيمة (١٤٠٩، ١٤٢٢)، وابن المنذر في الأوسط (٢٢١٩)، والطحاوي في شرح معاني الآثار (١/ ٣٢٥)، والبيهقي (٣/ ٣٤٧) من طريق النعمان بن راشد، عن الزهري، عن حميد بن عبد الرحمن، عن أبي هريرة.
قال ابن الجنيد: سمعت يحيى بن معين يقول: النعمان بن راشد ضعيف الحديث. قلت ليحيى: ضعيف فيما روى عن الزهري وحده؟ قال: عن الزهري، وعن غير الزهري، هو ضعيف الحديث. سؤالات ابن الجنيد (٧٤٢).
وقال النسائي في السنن الكبرى (٢٨٦٩) النعمان بن راشد ضعيف، كثير الخطأ عن الزهري. اه
ومع ضعفه فقد خالفه أصحاب الزهري، فرواه شعيب، كما في صحيح البخاري (١٠٢٣)، وأكتفي بالبخاري عن غيره.
وابن أبي ذئب كما في صحيح البخاري (١٠٢٤)، وأكتفي به عن غيره.
ويونس، كما في صحيح مسلم (٤ - ٨٩٤)، وأكتفي بالصحيح عن غيره.
ومعمر، كما في مصنف عبد الرزاق (٤٨٨٩)، ومن طريق عبد الرزاق أخرجه أحمد (٤/ ٣٩)، وأبو داود (١١٦١)، والترمذي (٥٥٦)، وابن الجارود في المنتقى (٢٥٥)، والدارقطني في السنن (٢/ ٦٧).
ورواه أبو داود (١١٦٣) عن محمد بن الوليد الزبيدي، كلهم رووه عن الزهري، عن عباد بن تميم، عن عمه، قال الدارقطني في العلل (٩/ ٩٤ - ٩٥): وهو الصواب.
قلت: ليس في حديث عباد بن تميم نفي أو ذكر للأذان والإقامة موضع الشاهد.
وقد تابع عبد الله بن أبي بكر وغيره الزهري، فرواه البخاري (١٠٠٥، ١٠٢٧)، ومسلم (٨٩٤) عن عبد الله بن أبي بكر، عن عباد به، وليس فيه ذكر للأذان والإقامة.

<<  <  ج: ص:  >  >>