للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

[الفرع الرابع في اشتمال الصماء في الصلاة]

[المسألة الأولى في تعريف اشتمال الصماء]

المدخل إلى المسألة:

• لا يعارض التعريف الشرعي أو الاصطلاحي بالتعريف اللغوي.

• تفسير أهل اللغة لاشتمال الصماء لا يتجاوز به التعريف اللغوي، أما التعريف الشرعي أو الاصطلاحي فالمرجع في بيانه إلى أهله.

• قد يتكلم النبي -بكلام من كلام العرب، يستعمله في معنى هو أخص من استعمال العرب، أو أعم منه، ويتلقى ذلك عنه حملة شريعته، ويكون مقدمًا على التفسير اللغوي.

• تعريف أغلب الفقهاء لاشتمال الصماء متلقى من الإمام الزهري أدرج في الحديث: هو وصف للاضطباع إلا أنه في ثوب واحد.

• النهي عن الاضطباع في الثوب الواحد، هل العلة فيه الخوف من كشف العورة، أو مرده إلى النهي عن كشف العاتق في الصلاة، أو العلة مجموعهما، والأولى أولى؟

تعريف اشتمال الصماء اصطلاحًا (١):


(١) قول العرب: اشتمل الصماء: (فالصماء) صفة لمصدر محذوف تقديره: اشتمل اشتمالة الصماء، نظيره قولهم: رجع القهقرى: والتقدير رجع الرجعة القهقرى، وقعد القرفصاء: أي قعد القعدة القرفصاء. انظر الاقتضاب في غريب الموطأ وإعرابه على الأبواب (٢/ ٤٥٩).
وقال ابن فارس في مقاييس اللغة (٣/ ٢١٥): «الشين والميم واللام أصلان منقاسان مطَّردان، كل واحد منهما في معناه وبابه.
فالأول: يدل على دوران الشيء بالشيء وأخذه إياه من جوانبه. من ذلك قولهم: شملهم الأمر، إذا عمهم. وهذا أمر شامل. ومنه الشملة، وهي كساء يؤتزر به ويشتمل ....
والأصل الثاني: يدل على الجانب الذي يخالف اليمين. من ذلك: اليد الشمال، ومنه الريح الشمال؛ لأنها تأتي عن شمال القبلة إذا استند المستند إليها من ناحية قبلة العراق … ».
وقد اجتمع المعنيان في اشتمال الصماء:
فهو يجلل البدن ويدور عليه، وهو أيضًا يجمع طرفيه ليغطي بهما منكبه الشمال.
فكان عادة العرب يطلقون الاشتمال على الثوب الذي يُغَطَّى به الشمال، فكانوا يسمون كثيرًا من الثياب باسم العضو الذي يستره، نحو تسمية كم القميص يدًا، وتسمية أعلى القميص صدرًا وظهرًا، وتسمية أكمام السراويل رجلًا ونحو ذلك، ومنه أطلق اشتمال الصماء مفسرًا كما في الحديث أن يشتمل في ثوب واحد، يضع طرفي الثوب على عاتقه الشمال. والله أعلم.

<<  <  ج: ص:  >  >>