وقال ابن فارس في مقاييس اللغة (٣/ ٢١٥): «الشين والميم واللام أصلان منقاسان مطَّردان، كل واحد منهما في معناه وبابه. فالأول: يدل على دوران الشيء بالشيء وأخذه إياه من جوانبه. من ذلك قولهم: شملهم الأمر، إذا عمهم. وهذا أمر شامل. ومنه الشملة، وهي كساء يؤتزر به ويشتمل .... والأصل الثاني: يدل على الجانب الذي يخالف اليمين. من ذلك: اليد الشمال، ومنه الريح الشمال؛ لأنها تأتي عن شمال القبلة إذا استند المستند إليها من ناحية قبلة العراق … ». وقد اجتمع المعنيان في اشتمال الصماء: فهو يجلل البدن ويدور عليه، وهو أيضًا يجمع طرفيه ليغطي بهما منكبه الشمال. فكان عادة العرب يطلقون الاشتمال على الثوب الذي يُغَطَّى به الشمال، فكانوا يسمون كثيرًا من الثياب باسم العضو الذي يستره، نحو تسمية كم القميص يدًا، وتسمية أعلى القميص صدرًا وظهرًا، وتسمية أكمام السراويل رجلًا ونحو ذلك، ومنه أطلق اشتمال الصماء مفسرًا كما في الحديث أن يشتمل في ثوب واحد، يضع طرفي الثوب على عاتقه الشمال. والله أعلم.