قال البزار في مسنده (١٦/ ٢٥٦): وهذا الحديث لا نعلم يروى من حديث عبد الله بن شقيق عن ابن عباس وأبي هريرة إلا عن الزبير بن الخريت، عن عبد الله بن شقيق، ولا نعلم أسند الزبير عن عبد الله بن شقيق، عن أبي هريرة إلا هذا الحديث. وقد تابع عمران بن حدير الزبير بن خريت في حديث ابن عباس دون حديث أبي هريرة، كما في مصنف ابن أبي شيبة (٨٢٣١)، ومسند أحمد (١/ ٣٥١)، وصحيح مسلم (٥٨ - ٧٠٥)، ومسند أبي يعلى (٢٥٣١)، وشرح معاني الآثار (١/ ١٦١)، وفي الغيلانيات لأبي بكر الشافعي (٦٣٦)، والمعجم الكبير للطبراني (١٢/ ٢٠٩) ح ١٢٩١٥، ومستخرج أبي نعيم على مسلم (١٥٩٤)، وفي السنن الكبرى للبيهقي (٣/ ٢٣٩). وليس في رواية عبد الله بن شقيق من هذين الطريقين نفي الخوف والسفر، ولا نفي الخوف والمطر، ولا يحفظ ذلك إلا من رواية سعيد بن جبير، وصالح مولى التوأمة. وليس في رواية عمران بن حدير سؤال عبد الله بن شقيق لأبي هريرة. الطريق الرابع: صالح مولى التوأمة، عن ابن عباس. رواه عن صالح بن نبهان مولى التوأمة ثلاثة: داود بن قيس، وابن جريج، وابن أبي ذئب. وله ثلاث علل: أحدها: اختلاط صالح مولى التوأمة. الثاني: الاختلاف في سماعه من ابن عباس. الثالث: الاختلاف عليه في لفظه، فروي عنه: (من غير مطر ولا سفر)، ولم يقله أحد غيره في الجمع بين المطر والسفر. وروي عنه: (من غير خوف ولا مطر)، وإليك تفصيل ما أجمل. الطريق الأول: داود بن قيس، عن صالح: رواه عبد الرزاق في المصنف، ط: التأصيل (٤٥٦٧)، ومن طريقه الطبراني في الكبير (١٠/ ٣٢٦) ح ١٠٨٠٣. ووكيع كما في مصنف ابن أبي شيبة (٨٢٣٠)، ويحيى بن سعيد القطان كما في مسند أحمد (١/ ٣٤٦)، ومسند عبد بن حميد كما في المنتخب (٧٠٩)، ومسند أبي يعلى (٢٦٧٨)، والقعنبي كما في المعجم الكبير للطبراني (١٠/ ٣٢٦) ح ١٠٨٠٣، أربعتهم رووه عن داود بن قيس به. ورواه النعمان بن عبد السلام، عن سفيان الثوري، عن داود بن قيس كما في المعجم الكبير للطبراني (١٠/ ٣٢٦) ح ١٠٨٠٤، وتاريخ أصبهان (١/ ٤٠٨) و (٢/ ١٦٦)، ولا يصح الإسناد إلى النعمان، ففي إسناد الطبراني محمد بن المغيرة، وفيه جهالة لم يوثقه إلا ابن حبان. وفي إسناد أبي نعيم: شيخه عبد الله بن محمد بن عمر، ومحمد بن العباس، وكلاهما فيه جهالة. وفي هذا الإسناد: صالح مولى التوأمة، كان قد اختلط، فمن سمع منه قبل الاختلاط فحديثه =