للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

وجه الاستدلال:

هذا الفعل من أبي بن كعب تطبيق عملي لحديث (ليلني منكم أولو الأحلام والنهى) ولو كان هذا فهم أبي وحده لقيل: اجتهاد يحتمل الصواب والخطأ، ولكن كان هذا الفعل بحضرة الفاروق عمر وجماعة من كبار الصحابة، فأقروا فعله، ولم ينكروه، ولا يعلم لهم مخالف من الصحابة، فكان إجماعًا سكوتيًّا، وفهمهم مقدم على فهمنا.


= أخرجه الحاكم في المستدرك (٥٣٢٣) من طريق الحكم بن عبد الملك، عن قتادة، عن قيس بن عبادة، قال: شهدت المدينة فلما أقيمت الصلاة تقدمت فقمت في الصف الأول، فخرج عمر بن الخطاب فشق الصفوف، ثم تقدم وخرج معه رجل أدم خفيف اللحية، فنظر في وجوه القوم، فلما رآني دفعني، وقام مكاني واشتد ذلك علي، فلما انصرف التفت إلي، فقال: لا يسوءك ولا يحزنك أشق عليك أني سمعت رسول الله ، يقول: «لا يقوم في الصف الأول إلا المهاجرون والأنصار» فقلت: من هذا؟ فقالوا: أبي بن كعب. قال الحاكم: هذا حديث تفرد به الحكم بن عبد الملك، عن قتادة وهو صحيح الإسناد.
لا يحتمل تفرده عن قتادة.
قال فيه أبو حاتم الرازي: مضطرب الحديث جدًّا، وليس بقوي في الحديث.
قال الدارمي: قلت ليحيى بن معين: الحكم بن عبد الملك ما حاله في قتادة؟ فقال: ضعيف.
وقال النسائي: ليس بالقوي.
وقال أبو داود: منكر الحديث.
الطريق الخامس: أبو حرة واصل بن عبد الرحمن، عن قيس بن عباد.
روى الطبراني في المعجم الأوسط (٧٧٠٣)، قال: حدثنا محمد بن عبد الرحمن، حدثنا أحمد بن أبي شيبة، أخبرنا زيد بن الحباب، حدثنا سعيد بن عبد الرحمن، أخو أبي حرة حدثني أبو حرة، عن قيس بن عباد قال: أقمت الصلاة مع عمر بن الخطاب ومشيخة أصحاب رسول الله معه، فأقبل رجل قدام الصف ينظر في وجوه القوم، حتى إذا كان بإزائي دحاني دحية وقام في مقامي، فلما سلم عمر قال: ساءك ما صنعت بك؟» قلت: نعم قال: «إنا كنا نؤمر بالصف الأول، فنظرت في وجوه القوم فلم أنكر أحدا غيرك» فقلت: من هذا؟ قالوا: أبي بن كعب.
قال البزار: لم يرو هذا الحديث عن سعيد أخي أبي حرة إلا زيد بن الحباب. اه
وهذا إسناد فيه علتان: جهالة شيخ الطبراني، والانقطاع بين أبي حرة واصل بن عبد الرحمن وقيس بن عباد.
فالحديث صحيح، وكثرة هذه الطرق تزيده قوة، والله أعلم.

<<  <  ج: ص:  >  >>