للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

[م-١٠٦٨] إذا جاء الرجل يصلي فلم يجد فرجة في الصف، فهل له أن يجذب أحدًا من الصف؛ ليصلي معه؟

اختلف العلماء في هذه المسألة:

فقيل: يحرم جذبه، وهو قول شاذ منسوب لابن عقيل من الحنابلة (١).

وقيل: يكره الجذب، وهو ظاهر مذهب المالكية، والحنابلة، واختاره البويطي وأبو الطيب الطبري من الشافعية، ورواية عن أحمد، اختارها ابن تيمية، وبه قال إسحاق والأوزاعي على خلاف بينهم أين يقف:

فقيل: يقف خلف الصف، وهذا مذهب المالكية، والبويطي والطبري، وابن تيمية (٢).

وقال الحنابلة: يقف عن يمين الإمام، إن أمكنه، ولو بتخطي الصفوف، فإن لم يمكنه فله أن ينبه من يقوم معه بكلام، أو نحنحة أو إشارة، ويلزمه أن يتبعه، ويكره جذبه نصًّا، ولو كان عبده أو ابنه (٣).


(١) الإنصاف (٢/ ٢٨٩).
(٢) قال خليل في مختصره (ص: ٤١): «ولا يجذب أحدًا، وهو خطأ منهما».
وقال الدردير في الشرح الكبير (١/ ٣٣٤): «وجاز صلاة منفرد خلف صف إن تعسر عليه الدخول فيه، وإلا كره، ويحصل له فضل الجماعة مطلقًا. ولا يجذب المنفرد خلف الصف أحدًا من الصف ولا يطيعه المجذوب، وهو: أي كل من الجذب والإطاعة خطأ منهما، أي: مكروه».
وقال أبو الطيب الطبري في التعليقة الكبرى (ص: ١٣٨٩): «وقال أبو بكر بن المنذر: من الناس من قال: يجذب رجلًا من الصف، ويقفان ويصليان.
وحكى هذا الشيخ أبو حامد عن مذهبنا، وليس بشيء».
وانظر: المدونة (١/ ١٩٤)، التهذيب في اختصار المدونة (١/ ٢٧٥)، الجامع لابن يونس (٢/ ٦٥٥)، التلقين (١/ ٥١)، المعونة (١/ ٢٥٦)، عيون المسائل (ص: ١٣٨)، جامع الأمهات (ص: ١١٢)، عقد الجواهر الثمينة (١/ ١٤٤)، التوضيح لخليل (١/ ٤٨٩)، الشامل في فقه الإمام مالك (١/ ١٢٥)، شرح التلقين (٢/ ٨٧٤)، شرح الزرقاني على خليل (٢/ ٣٠)، شرح الخرشي (٢/ ٣٣)، مختصر البويطي وفيه خطأ أحال المعنى (ص: ٢٦٧)، فتح العزيز (٤/ ٣٤١)، المجموع (٤/ ٢٩٧)، روضة الطالبين (١/ ٣٦٠)، معونة أولي النهى (٢/ ٣٩٥)، المغني (٢/ ١٥٩)، المستدرك على مجموع الفتاوى (٣/ ١٢١)، مختصر الفتاوى المصرية، ط: الركائز (١/ ١٤٣)، الإنصاف (٢/ ٢٨٨).
(٣) المبدع (٢/ ٩٥)، الإنصاف (٢/ ٢٨٨)، دقائق أولي النهى (١/ ٢٨١)، الإقناع (١/ ١٧٢)،
كشاف القناع، ط: وزارة العدل (٣/ ٢٢٧)، مطالب أولي النهى (١/ ٦٨٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>