وقد سبق تخريج كل هذه الطرق عند الكلام على زيادة زادها حماد في هذا الحديث، وهي غير محفوظة كذلك من قوله: (أيكم دخل الصف، وهو راكع؟). كما أن حمادًا زاد على أصحاب زياد قوله: (أيكم دخل الصفة وهو راكع) فإن رواية همام عن زياد في صحيح البخاري، وقد جاء فيه أن أبا بكرة هو الذي ذكر للنبي ﷺ أنه ركع دون الصف، فصار جل رواية حماد، عن زياد الأعلم فيها مخالفات ينفرد بها حماد، وهي تشهد لقول يحيى ابن سعيد القطان فيما رواه البغوي في الجعديات (٣٣٦٥)، «قال يحيى: حماد بن سلمة عن زياد الأعلم، وقيس بن سعد، ليس بذاك». اه ولا أعلم أن أحدًا من أئمة الجرح والتعديل انتقد كلام يحيى بن سعيد القطان. وجاء في الجرح والتعديل (٣/ ١٤١): «سئل أحمد بن حنبل عن حماد بن سلمة، فقال: صالح». اه وقد تغير حفظ حماد بن سلمة بآخرة. انظر: الجرح والتعديل (٩/ ٦٦)، ويقع في حديثه أفراد وغرائب، فلا يحتمل مخالفته وتفرده. هذا ما يتعلق بعلة الاختلاف عليه. العلة الثالثة: مخالفة حماد لأصحاب زياد الأعلم، فقد رواه جمع عن زياد الأعلم، فلم يذكروا ما ذكره حماد بن سلمة، منهم: همام بن يحيى وروايته في صحيح البخاري، وسعيد بن أبي عروبة، وأشعث بن عبد الملك، والربيع بن صبيح، أربعتهم رووه عن زياد الأعلم، عن الحسن، عن أبي بكرة، فلم يذكروا فيه لفظ: (حفزه النفس). وإذا كان لفظ (حفزه النفس) منكرًا من رواية حماد، عن زياد الأعلم، فالمنكر لا يعتبر به، كما رواه جمع عن الحسن، من غير طريق زياد الأعلم، ولم يذكروا فيه هذا الحرف، منهم: المبارك بن فضالة، وأبو حرة: واصل بن عبد الرحمن، وقتادة -من رواية معمر عنه، وهشام بن حسان، وعنبسة بن أبي رائطة الأعور -فيه ضعف- وإسماعيل المكي فيه ضعف أيضًا، فكل هؤلاء رووه عن الحسن، ولم يذكروا فيه لفظ (حفزني النفس). وكل هذه الطرق سبق تخريجها في صدر هذا البحث، فأغنى ذلك عن إعادته، فتبين بهذا أن زيادة (حفزني النفس) زيادة منكرة. الطريق الثاني: عبد العزيز بن أبي بكرة، عن أبي بكرة. روى الإمام أحمد في المسند (٥/ ٤٢)، قال: حدثنا عبد الصمد، حدثنا بشار الخياط، قال: سمعت عبد العزيز بن أبي بكرة يحدث، أن أبا بكرة جاء، والنبي ﷺ راكع، فسمع النبي ﷺ صوت نعل أبي بكرة، وهو يُحْضِرُ، يريد أن يدرك الركعة، فلما انصرف النبي، قال: من الساعي؟ قال أبو بكرة: أنا، قال: زادك الله حرصًا، ولا تعد. =