للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .


= الحسن أيضًا ممن شاركوا زيادًا الأعلم رواية الحديث لم يذكروها، فانفراد الضعيف دليل على وهن هذا الحرف من الحديث، وإليك دراسة الطرق التي ورد فيها ما يدل على أن أبا بكرة قد أسرع قبل دخوله في الصف.
الطريق الأول: حماد بن سلمة، عن زياد الأعلم.
وهذا الطريق له ثلاث علل:
العلة الأولى: أن حمادًا ثقة فيما رواه عن ثابت وحميد وعمار بن أبي عمار، وضعيف فيما رواه عن قيس بن سعد وزياد الأعلم، وحسن فيما رواه عن غيرهم، وقد تغير حفظه بآخرة. وهذا الحديث مما رواه حماد بن سلمة عن زياد الأعلم، وقد تكلمت عن هذا فيما سبق، فإذًا الإسناد ضعيف، والضعيف إذا خالف من هو أقوى منه لا يكون شاذًّا، بل منكرًا.
العلة الثانية: أن حماد بن سلمة قد اختلف عليه في ذكرها،
فرواه عفان بن مسلم، وأبو سلمة التبوذكي، وسليمان بن حرب، وحجاج بن منهال، فلم يذكر أحد منهم قوله: (وقد حفزني النفس).
ولفظ عفان بن مسلم: (أنه جاء ورسول الله راكع، فركع دون الصف، ثم مشى إلى الصف، فقال النبي : من هذا الذي ركع، ثم مشى إلى الصف؟، فقال أبو بكرة: أنا، فقال النبي : زادك الله حرصًا، ولا تعد).
ولفظ موسى بن إسماعيل: عن الحسن، (أن أبا بكرة جاء ورسول الله راكع، فركع دون الصف ثم مشى إلى الصف فلما قضى النبي صلاته، قال: أيكم الذي ركع دون الصف ثم مشى إلى الصف؟ فقال أبو بكرة: أنا، فقال النبي : زادك الله حرصًا ولا تعد).
وهو موافق للفظ حماد، إلا أن إسناده ساقه بصورة المرسل، ولعل ذلك من قبل حماد، فإنه لا يضبط حديث زياد الأعلم.
ولفظ سليمان بن حرب مقرونًا برواية موسى بن إسماعيل (٣/ ١٥٠). وروايته كرواية عفان وموسى بن إسماعيل.
ولفظ حجاج بن منهال: (أنه دخل المسجد، ورسول الله يصلي، وقد ركع، فركع، ثم دخل الصف، وهو راكع، فلما انصرف رسول الله ، قال: أيكم دخل الصف، وهو راكع؟، فقال له أبو بكرة: أنا، قال: زادك الله حرصًا ولا تعد). وسبق الحكم على هذا الطريق، وأن حماد بن سلمة قد تفرد بقوله: (دخل الصف، وهو راكع).
فهؤلاء أربعة من أصحاب حماد، لم يذكر أحد منهم قوله: (قد حفزني النفس)
خالفهم أبو حفص بن عمر الضرير، فرواه عن حماد بن سلمة به، بلفظ: (جئت ورسول الله راكع، وقد حفزني النفس، فركعت دون الصف، ثم مشيت إلى الصف … ) ثم ذكر الحديث بمثل رواية البقية.
وأبو حفص بن عمر لا يقدم على عفان، فكيف إذا وافق عفانَ كل من: موسى بن إسماعيل =

<<  <  ج: ص:  >  >>