للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

[رفعه شاذ، والمحفوظ أنه موقوف على أبي هريرة] (١).

وكون الراجح فيه الواقف، فإن الموقوف حجة إذا لم يعارض مرفوعًا، ولم يعارضه موقوف مثله، وقد احتج الإمام أحمد بقول أبي هريرة.

ونوقش هذا:

بأن النبي نهاه عن العود، بقول النبي لأبي بكرة (لا تَعُدْ) وظاهره النهي عن العود إلى كل ما فعله في هذا الحديث، وما فعله منها:

(١) الركوع قبل الدخول في الصف.

(٢) المشي حتى دخل في الصف.

(٣) الاعتداد بالركعة التي أدرك ركوعها، وهو فذ، وظاهره أنه دخل في الصف بعد رفع النبي رأسه من الركوع.

(٤) الإسراع لإدراك الركعة.

(ح-٣٢٧٥) فقد روى الطحاوي قال: حدثنا بكار بن قتيبة، قال: حدثنا أبو عمر الضرير، قال: أخبرنا حماد بن سلمة، أن زيادًا الأعلم أخبرهم، عن الحسن،

عن أبي بكرة، قال: جئت ورسول الله راكع، وقد حفزني النفس، فركعت دون الصف، ثم مشيت إلى الصف، فلما قضى رسول الله الصلاة، قال: أيكم الذي ركع دون الصف؟ قال أبو بكرة: أنا. قال: زادك الله حرصًا، ولا تعد (٢).

[قوله: (حفزني النفس) تفرد بها حماد على اختلاف فيه فهي زيادة منكرة] (٣).


(٢) شرح مشكل الآثار (٥٥٧٥)، وشرح معاني الآثار (١/ ٣٩٥).
(٣) في هذا الطريق علتان: الاختلاف على حماد في ذكر هذا الحرف، ومخالفته لرواية الجماعة.
فإن ثبت أن هذا الحرف منكر من طريق حماد بن سلمة لم يعتبر به؛ لأن الشاذ لا يصلح للاعتبار، فكيف بالمنكر، ولا ينبغي التساهل في الاعتبار بالمنكر؛ فإن هذا من الأخطاء المنهجية التي يقع فيها بعض الباحثين.
ثم ننظر إلى الطرق الأخرى، وهل يمكن أن يعتبر بها؛ لأن الحديث في طرقه الصحيحة لا تذكر الإسراع، فكيف أغفله الحفظة، وحفظه من هو متكلم في حفظه؟ بحيث يقال: لو كان هذا الحرف من الحديث محفوظًا لكان أصحاب زياد الأعلم قد رووه، فكيف إذا كان أصحاب =

<<  <  ج: ص:  >  >>