للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

(وإما أن تخفف بقومك) أي: ولا تصلِّ معي» (١).

وقال أبو البركات بن تيمية: «يدل على أنه متى صلَّى معه امتنعت إمامته» (٢).

قال في فيض الباري: «وهذا الشرح يبنى على أنه لم يكن عند النبي علم من صلاته مرتين؛ فإذا علمه نهى عنه، وعلَّمَه ألا يصلي إلا مرة: إما معه، أو مع قومه؛ وذلك لأنه قال: (إما أن تصلي معي)، فعلم أنه لم يكن عن خبره من أنه يصليها معه أيضًا. ولو كان له علم أنه يصليها معه أيضًا، لم يقل له: (إما أن تصلي معي) (٣).

وقال أحمد كما في مسائل ابن هانئ: « … كان معاذ يصلي، ولا يعلمُ النبيُّ ، ولا أذهب إليه، ولا يعجبني أن يجمع بين فرضين» (٤).

وأجيب على هذا الرد بجوابين:

الجواب الأول:

بأن الحديث ضعيف؛ لانقطاعه، والاختلاف في وصله وإرساله.

ولأن معاذ بن رفاعة بن رافع الأنصاري قد تفرد به، وإن كان صدوقًا، إلا أنه مخالف لرواية جابر في الصحيحين، ولرواية أنس بسند على شرط الصحيحين، فلم يذكرا ما ذكره معاذ بن رفاعة (٥).


(١) شرح معاني الآثار (١/ ٤٠٩).
(٢) المنتقى للأخبار، انظر: نيل الأوطار (٣/ ٢٠٠).
(٣) فيض الباري (٢/ ٢٨٨).
(٤) مسائل ابن هانئ (٣١٦).
(٥) اختلف فيه على عمرو بن يحيى المزني:
فقيل: عن عمرو بن يحيى، عن معاذ بن رفاعة، عن رجل من بني سليم، يقال له سليم.
رواه وهيب كما في مسند أحمد (٥/ ٧٤)، والتاريخ الكبير للبخاري (٣/ ١١٠)، ومعجم الصحابة للبغوي (١٠٩٧)، وأحكام القرآن للطحاوي (٣٩٤)،
وموسى بن إسماعيل، كما في الاستيعاب لمعرفة الأصحاب لابن عبد البر (٢/ ٦٤٨)، كلاهما عن عمرو بن يحيى به.
وقيل: عن عمرو بن يحيى، عن معاذ بن رفاعة، أن رجلًا من بني سلمة يقال له: سليم، فأرسله.
رواه سليمان بن بلال كما في شرح معاني الآثار للطحاوي (١/ ٤٠٩)، والمعجم الكبير للطبراني (٧/ ٦٧) ح ٦٣٩١، ومعرفة الصحابة لأبي نعيم (٣٤٥١)، والأسماء المبهمة
للخطيب (٢/ ١١٧)، عن عمرو بن يحيى به.
قال الهيثمي في مجمع الزوائد (٢/ ٢٧): «ورجال أحمد ثقات، ومعاذ بن رفاعة لم يدرك الرجل الذي من بني سلمة؛ لأنه استشهد بأحد، ومعاذ تابعي».
وقال ابن عبد البر في الاستذكار (٢/ ١٧١): «وهذا لفظ منكر، لا يصح عن أحد يحتج بنقله».
وقال ابن حجر في الفتح (٢/ ٢٢٨): «وهذا مرسل؛ لأن معاذ بن رفاعة لم يدركه».

<<  <  ج: ص:  >  >>