(٢) اختلف في سماع عمرو بن شرحبيل أبي ميسرة من عمر. فقال البخاري في التاريخ الكبير (٢٥٧٦): سمع عمر وابن مسعود ﵄. اه وقال مسلم في الكنى والأسماء: سمع عمر وابن مسعود … اه وقال أبو زرعة: كما في المراسيل لابن أبي حاتم (٥١٦): عمرو بن شرحبيل أبو ميسرة، عن عمر مرسل. اه وانظر: جامع التحصيل (٥٧١)، تحفة التحصيل (ص: ٢٤٣). ولعل الإمام أبا زرعة جزم بذلك؛ لأن كل ما رواه عن عمر مما وصل إلينا هما حديثان، هذا أحدهما، ولم يوجد في أحدهما تصريح بالسماع، وهذا الحديث قد اختلف في وصله وإرساله، وإن كان الأكثر على وصله. وقال ابن كثير في تفسيره (١/ ٥٧٨): «وليس له عنه سواه، لكن قال أبو زرعة لم يسمع منه، والله أعلم، وقال علي بن المديني: هذا إسناد صالح، وصححه الترمذي». ولم يصححه الترمذي بل رجح أنه مرسل كما سيأتي النقل عنه إن شاء الله تعالى. ولعل ما يرجح قول البخاري ومسلم أن أبا ميسرة لم يعرف بالتدليس، وقد رواه الثوري وزكريا بن أبي زائدة، عن أبي إسحاق، عن أبي ميسرة، قال: قال عمر … وذكر الحديث. ورواه جماعة عن إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن أبي ميسرة، عن عمر. ورواه وكيع، عن إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن أبي ميسرة، أن عمر. وهذا مرسل. فإذا حكمنا على رواية وكيع بأنها شاذة. ورواية الثوري وزكريا بن أبي زائدة، وإسرائيل من رواية الجماعة عنه، محمولة على السماع، لأن الراوي لم يعرف بالتدليس، وقد جزم البخاري ومسلم بسماعه من عمر، وهو تابعي مخضرم مات سنة ٦٣ هـ حكمنا على الإسناد بالاتصال، والله أعلم. والحديث مداره على أبي إسحاق، عن أبي ميسرة، عن عمر بن الخطاب، فرواه إسرائيل، واختلف عليه: فرواه خلف بن الوليد كما في مسند أحمد (١/ ٥٣)، وحلية الأولياء لأبي نعيم (٤/ ١٤٤). وإسماعيل بن جعفر كما في سنن أبي داود (٣٦٧٠)، والسنن الكبرى للبيهقي (١/ ٥٧٢) و (٨/ ٤٩٥). وعبيد الله بن موسى كما في مصنف ابن أبي شيبة (٢٣٧٧٢)، المجتبى من سنن النسائي (٥٥٤٠)، وفي السنن الكبرى له (٥٠٣١)، ومستدرك الحاكم (٣١٠١، ٧٢٢٣)، وصححه على شرط الشيخين، ولم يخرج البخاري ولا مسلم حديثًا لأبي ميسرة من رواية أبي إسحاق. =