العلة الثالثة: الاضطراب. قال المزي في ترجمته (١٧/ ١٤٨): «في إسناد حديثه -يعني: عبد الرحمن بن سلم- اختلاف كثير، روى له ابن ماجه هذا الحديث الواحد». وقال الذهبي في الكاشف: إسناده مضطرب. وقال البوصيري في مصباح الزجاجة (٣/ ١٢): «هذا إسناد مضطرب، قاله الذهبي في ترجمة عبد الرحمن بن سلم، وقال العلائي في المراسيل: عطية بن قيس، عن أبي بن كعب مرسل». الشاهد الثاني: حديث أبي الدرداء. رواه الحسن بن جرير الصوري، كما في فضائل الرمي وتعليمه للطبراني (ص: ٧٨) وفي مسند الشاميين له (٢٧٩) ومن طريق الطبراني رواه ابن عساكر في تاريخ دمشق (٦٤/ ٣١٧). وعثمان بن سعيد الدارمي كما في السنن الكبرى للبيهقي (٦/ ١٢٦) وتاريخ دمشق لابن عساكر (٣٦/ ٣٨ - ٣٩). وأحمد بن سعد الزهري كما في تاريخ دمشق (٧/ ٢٧١). و أحمد بن منصور الرمادي كما في تاريخ دمشق أيضًا (٨/ ٤٣٧). ويزيد بن عبد الصمد الدمشقي كما في تاريخ دمشق (٨/ ٤٣٨). وأحمد بن إبراهيم بن بسر القرشي كما في تاريخ دمشق (٣٦/ ٣٨)، كلهم، عن عبد الرحمن بن يحيى بن إسماعيل بن عبيد الله بن أبي المهاجر، ورواه إبراهيم بن يحيى بن إسماعيل بن عبيد الله أخوه كما في تاريخ دمشق (٧/ ٢٧١)، كلاهما (عبد الرحمن وإبراهيم) عن الوليد بن مسلم، حدثنا سعيد بن عبد العزيز، عن إسماعيل بن عبيد الله، قال: قال لي عبد الملك بن مروان: يا إسماعيل علم ولدي، فإني معطيك أو مثيبك، قال إسماعيل: يا أمير المؤمنين وكيف بذلك وقد حدثتني أم الدرداء، عن أبي الدرداء أن رسول الله ﷺ قال: من يأخذ على تعليم القرآن قوسًا قلده الله قوسًا من نار. قال الهيثمي في مجمع الزوائد (٤/ ٩٥): «رواه الطبراني في الكبير من طريق يحيى بن عبد العزيز ولم أجد من ذكره، وليس هو في الضعفاء، وبقية رجاله رجال الصحيح». قلت: قوله يحيى بن عبد العزيز الصواب عبد الرحمن بن يحيى نبه على ذلك ابن عساكر في تاريخ دمشق (٦٤/ ٣١٧). فعبد الرحمن بن يحيى بن إسماعيل ترجم له ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (٥/ ٣٠٢)، ونقل عن أبيه أنه قال: ما بحديثه بأس صدوق. وقال الذهبي في تاريخ الإسلام (١٦/ ٢٥٩): «كان من علماء دمشق الكبار». وقد روى البيهقي عن عثمان بن سعيد الدارمي، عن دحيم أنه قال: حديث أبي الدرداء هذا ليس له أصل». وأقره البيهقي، قال في معرفة السنن (١٠/ ٢٢١): وحديث أبي الدرداء ليس له أصل، كذا قال أهل العلم بالحديث والله أعلم. =