وقد قال أبو نعيم في تاريخ أصبهان: اختلط عليه بعض حديثه في آخر أيامه. وقيل: عن عبادة بن نسي، عن جنادة بن أبي أمية، عن عبادة بن الصامت. رواه بقية كما في فضائل القرآن لأبي عبيد (ص: ٢٠٦، ٢٠٧)، وسنن أبي داود (٣٤١٧)، ومسند الشاشي (١٢٢٣)، والسنن الكبرى للبيهقي (٦/ ٢٠٧)، والأحاديث المختارة للمقدسي (٣٢٤)، والمزي في تهذيب الكمال (٤/ ١٣٤). وأبو المغيرة عبد القدوس بن الحجاج الخولاني، كما في مسند أحمد (٥/ ٣٢٤)، ومن طريق أبي المغيرة أخرجه البخاري في التاريخ الكبير (١/ ٤٤٤)، والطبراني في مسند الشاميين (٢٢٣٧)، والحاكم في المستدرك (٥٥٢٧)، وأبو نعيم في معرفة الصحابة (٤٨٣٣)، والبيهقي في السنن الكبرى (٦/ ٢٠٧)، وابن عساكر في تاريخ دمشق (١٠/ ٢٣٧). قال البيهقي: هذا حديث مختلف فيه على عبادة بن نسي كما ترى، وحديث ابن عباس وأبي سعيد أصح إسنادًا منه. يقصد البيهقي أخذ الأجرة على الرقية بالفاتحة. قال عبد الرحمن بن أبي حاتم الرازي كما في العلل ت الحميد (٤/ ٦٦١): سألت أبي عن حديث؛ رواه بقية، عن بشر بن عبد الله بن يسار، قال: حدثني عبادة بن نسي، عن جنادة بن أبي أمية، عن عبادة بن الصامت، عن النبي ﷺ حدثت أنه قال للنبي ﷺ: إنه كان يقرئ رجلا القرآن، فأهدى إليه قوسًا، فقال النبي ﷺ: جمرة بين كتفيك، تقلدتها، أو: تعلقتها. قال أبي: وروى هذا الحديث إسحاق بن سليمان، عن مغيرة بن زياد، عن عبادة بن نسي، عن الأسود بن ثعلبة، عن عبادة بن الصامت، عن النبي ﷺ، وذكر الحديث. يريد بهذا أن يبين أنه قد اختلف فيه على عبادة بن نسي، فتارة يرويه عن الأسود، وتارة يرويه عن جنادة بن أبي أمية، وهذا الاختلاف في إسناده علة توجب رده؛ لأن الاختلاف إما عن مجهول، وإما عن صحابي. وحديث عبادة له شواهد إلا أنها ضعيفة، منها: الشاهد الأول: حديث أبي بن كعب. رواه ابن ماجه (٢١٥٨) من طريق ثور بن يزيد، قال: حدثنا خالد بن معدان، قال: حدثني عبد الرحمن بن سلم، عن عطية الكلاعي، عن أبي بن كعب، قال: علمت رجلًا القرآن فأهدى إلي قوسًا، فذكرت ذلك لرسول الله ﷺ، فقال: إن أخذتها أخذت قوسًا من نار، فرددتها. ورواه البيهقي في السنن (٦/ ١٢٥) والمقدسي في الأحاديث المختارة (١٢٥٣) من طريق ثور بن يزيد به. وهذا الحديث ضعيف، وله أكثر من علة، منها: الأولى: الانقطاع بين عطية الكلاعي، وأبي بن كعب. قال الذهبي في الكاشف (٣٨٢٤): أرسل عن أبي. وانظر جامع التحصيل (٥٢٧). =