(٢) الحديث له أكثر من علة: العلة الأولى: الاختلاف في الحديث. فيرويه أبو طوالة: عبد الله بن عبد الرحمن بن معمر، واختلف عليه: فرواه فليح بن سليمان، عن أبي طوالة، عن سعيد بن يسار، عن أبي هريرة، عن النبي ﷺ كما في مسند أحمد (٢/ ٢٣٨)، ومصنف بن أبي شيبة (٢٦١٢٧)، ومسند أبي يعلى (٦٣٧٣)، وسنن أبي داود (٣٦٦٤)، وسنن ابن ماجه (٢٥٢)، وصحيح ابن حبان (٧٨)، ومستدرك الحاكم (٢٨٨، ٢٨٩)، وشعب الإيمان للبيهقي (١٧٧٠)، والمدخل إلى السنن له (٤٧٧)، وضعفاء العقيلي (٣/ ٤٦٦)، وتاريخ بغداد، ت بشار (٣/ ٣٠٧)، والجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع للخطيب (١٧)، والفقيه والمتفقه له (٢/ وأخلاق العلماء للآجري (ص: ٩١)، معجم ابن المقرئ (٥٦)، وتاريخ جرجان (ص: ١٦٥). قال الحاكم: «هذا حديث صحيح سنده، ثقات رواته على شرط الشيخين ولم يخرجاه، وقد أسنده ووصله عن فليح جماعة غير ابن وهب». وخالفه محمد بن عمارة بن عمرو بن حزم، فرواه عن أبي طوالة، عن رجل من بني سالم مرسلًا، كما في علل الدارقطني (١١/ ٩ - ١٠)، قال الحافظ الدارقطني: والمرسل أشبه بالصواب. اه قلت: قد رواه الدارمي (٢٥٧) من طريق محمد بن عمارة بن حزم، حدثني عبد الله بن عبد الرحمن (أبو طوالة) قال: قال رسول الله ﷺ: لا يطلب هذا العلم أحد لا يريد به إلا الدنيا إلا حرم الله عليه عرف الجنة يوم القيامة. وهذا معضل. وقال أبو زرعة كما في العلل لابن أبي حاتم (٢/ ٤٣٨): «ورواه زائدة، عن أبي طوالة، عن محمد بن يحيى بن حبان، عن رهط من أهل العراق، عن أبي ذر موقوفًا، ولم يرفعه». العلة الثانية: فليح بن سليمان، أبو يحيى، مختلف فيه. قال فيه يحيى بن معين: ليس بالقوي، ولا يحتج بحديثه، وهو دون الدراوردي، والدراوردي أثبت منه. الجرح والتعديل (٧/ ٨٤). وقال أبو حاتم الرازي: ليس بالقوي. المرجع السابق. وفي التقريب: صدوق كثير الخطأ. وقال النسائي: ليس بالقوي. الضعفاء والمتروكين (٤٨٦). وقال أبو داود: لا يحتج بفليح. سير أعلام النبلاء (٧/ ٣٥٣). وقال الحاكم أبو عبد الله: اتفاق الشيخين عليه يقوي أمره. تهذيب التهذيب (٨/ ٢٧٣). وفي التقريب: صدوق كثير الخطأ. اه وإذا كان كثير الخطأ، وقد تفرد به عن أبي طوالة مرفوعًا فلا يقبل مثله، وقد عد الذهبي هذا الحديث من أفراد فليح بن سليمان عن أبي طوالة. المرجع السابق. سير أعلام النبلاء (٧/ ٣٥٤). وله شاهد من حديث عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده، رواه الخطيب البغدادي في الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع (١٧) من طريق عبد الله بن عياش بن عباس، عن خالد بن يزيد، عن المثنى بن الصباح، عن عمرو بن شعيب به، والمثنى ضعيف، وعبد الله بن عياش قريب منه.