للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

تشرع له الجماعة، وربط صلاتهم بأفعال صلاته.

فقولي: (اتباع مصل فأكثر) هذا حقيقة الائتمام، وهي المتابعة.

وقولي: (بمصل يقتدون به) هذه حقيقة الإمامة، وهي الاقتداء، فلا يكون الإمام إمامًا إلا بتوفر هذين الشرطين: نية الاقتداء من المأموم، والتزام المتابعة. قال : إنما جعل الإمام ليؤتم به، فإذا كبر فكبروا …

وقولي: (ربط صلاتهم بأفعال صلاته): إشارة إلى أن الارتباط بين الإمام والمأموم هو في الأفعال فحسب على الصحيح، فاختلاف النية لا يؤثر، فمن خالف إمامه في الصلاة لم يتخذه إمامًا، ولهذا حرم الشارع مسابقة الإمام.

(ح-٣٠٣٤) فقد روى مسلم من طريق علي بن مسهر، عن المختار بن فلفل،

عن أنس قال: «صلى بنا رسول الله ذات يوم، فلما قضى الصلاة أقبل علينا بوجهه فقال: أيها الناس إني إمامكم، فلا تسبقوني بالركوع، ولا بالسجود، ولا بالقيام، ولا بالانصراف … الحديث (١).

هذا ما تقتضيه الإمامة، (إني إمامكم فلا تسبقوني … ) فمن سبق إمامه لم يتخذه إمامًا، فالنهي عن مسابقته؛ لأنه إمامهم.

(ح-٣٠٣٥) وروى مسلم من طريق الأعمش، عن أبي صالح،

عن أبي هريرة، قال: كان رسول الله يقول: لا تبادروا الإمام، إذا كبر، فكبروا، وإذا قال: ولا الضالين، فقولوا: آمين. وإذا ركع فاركعوا، وإذا قال: سمع الله لمن حمده، فقولوا: اللهم ربنا ولك الحمد (٢).

وروى الشيخان من حديث أبي هريرة مرفوعًا: أما يخشى الذي يرفع رأسه قبل الإمام أن يحول الله رأسه رأس حمار، أو يجعل الله صورته صورة حمار (٣).


(١) صحيح مسلم (١١٢ - ٤٢٦).
(٢) صحيح مسلم (٨٧ - ٤١٥).
(٣) صحيح البخاري (٦٩١)، وصحيح مسلم (١١٤، ١١٥ - ٤٢٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>