للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

فليؤذن أحدكم، وليؤمكم أكثركم قرآنًا. فنظروا فلم يكن أحد أكثر قرآنًا مني، لما كنت أتلقى من الركبان، فقدموني بين أيديهم، وأنا ابن ست أو سبع سنين، وكانت عَلَيَّ بردة، كنت إذا سجدت تقلصت عني، فقالت امرأة من الحي: ألا تغطوا عنا است قارئكم؟ فاشتروا فقطعوا لي قميصًا، فما فرحت بشيء فرحي بذلك القميص (١).

دل الحديث على صحة إمامة الصبي، وهو متنفل في صلاة الفرض، وكل من صحت إمامته انعقدت به الجماعة لكمال صلاته.

وإذا افترض أن النبي لا يعلم فقد علم الله، فكان إقرار المولى ﷿ دليلًا على صحة الصلاة، كما قال جابر: كنا نعزل، والقرآن ينزل، ولو كان شيء ينهى عنه لنهى عنه القرآن، خاصة أن عمرو بن سلمة استمر إمامًا من صباه إلى شيخوخته.

الدليل الرابع:

(ح-٢٩٠٩) ما رواه البخاري ومسلم من طريق مالك، عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة،

عن أنس بن مالك أن جدته مليكة دعت رسول الله لطعام صنعته، فأكل منه، ثم قال: قوموا فأصلي لكم. قال أنس: فقمت إلى حصير لنا قد اسود من طول ما لبس، فنضحته بماء، فقام عليه رسول الله ، وصففت أنا واليتيم وراءه والعجوز من ورائنا … الحديث (٢).

قال النووي: «وفيه أن للصبي موقفًا من الصف، وهو الصحيح المشهور من مذهبنا وبه قال جمهور العلماء» (٣).

وإذا صحت مصافة الصبي انعقدت به الجماعة، قال ابن مفلح في الفروع: «وانعقاد الجماعة بالصبي ومصافته كإمامته» (٤).


(١) صحيح البخاري (٤٣٠٢).
(٢) صحيح البخاري (٣٧٣)، وصحيح مسلم (٢٦٦ - ٦٥٨).
(٣) شرح النووي على صحيح مسلم (٥/ ١٦٣).
(٤) الفروع (٣/ ٤٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>