هذا ما يخص رواية هلال بن يساف، وزياد بن أبي الجعد، عن وابصة. وأما رواية عمرو بن راشد، عن وابصة بن معبد: فرواها شعبة، كما في مسند أبي داود الطيالسي (١٢٩٧)، والجعديات للبغوي (١١١)، ومسند ابن أبي شيبة (٧٥٤)، ومسند أحمد (٤/ ٢٢٨)، وسنن أبي داود (٦٨٢)، وسنن الترمذي (٢٣١)، والآحاد والمثاني لابن أبي عاصم (١٠٥٠)، ومستخرج الطوسي (٢١٤)، وشرح معاني الآثار (١/ ٣٩٣)، ومعجم الصحابة لابن قانع (٣/ ١٨٤)، وصحيح ابن حبان (٢١٩٩)، والمعجم الكبير للطبراني (٢٢/ ١٤٠) ح ٣٧١، والسنن الكبرى للبيهقي (٣/ ١٤٨)، والمحلى لابن حزم (٢/ ٣٧٢). وزيد بن أبي أنيسة، كما في صحيح ابن حبان (٢١٩٨)، والمعجم الكبير للطبراني (٢٢/ ١٤٠) ح ٣٧٢، وأبو خالد الدَّالَانِيُّ كما في المعجم الكبير للطبراني (٢٢/ ١٤١) ح ٣٧٣، ثلاثتهم عن عمرو بن مرة، عن هلال بن يساف، عن عمرو بن راشد، عن وابصة بن معبد. وهذا إسناد صحيح إلى عمرو بن راشد، وأما عمرو بن راشد، فهو قليل الرواية، له حديثان وأثر، وروى عنه ثلاثة كل واحد استأثر عنه بواحد، وقد ذكره البخاري في الكبير (٢٥٤٩)، وابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (٦/ ٢٣٢)، وسكتا عليه. وقال فيه الإمام أحمد فيما نقله عبد الله في مسائله (١٠٤٧): «رجل معروف أو مشهور». وذكره ابن حبان في ثقاته وقال الذهبي في كاشفه: ثقة. وهو مستغرب. وقال البيهقي في السنن الصغير (٤٩٧): مجهول. وفهم ابن حزم من كلام الإمام أحمد التوثيق، فذهب إلى توثيقه، والحق أنه مجهول، لكن الحديث قد صح من طريق هلال بن يساف، عن وابصة، وعن هلال عن زياد بن أبي الجعد عن وابصة. وقد اختلف العلماء أيهما أرجح: طريق حصين بن عبد الرحمن، عن هلال بن يساف أم طريق عمرو بن مرة، عن هلال بن يساف؟ فهناك من رجح رواية عمرو بن مرة: جاء في العلل لابن أبي حاتم (٢٧١): « … قلت لأبي: أيهما أشبه؟ قال: عمرو بن مرة أحفظ». وقال الدارمي كما في سننه (٢/ ٨١٥): «كان أحمد بن حنبل يثبت حديث عمرو بن مرة، وأنا أذهب إلى حديث يزيد بن زياد بن أبي الجعد». ورجح الترمذي رواية حصين: قال الترمذي: « … حديث حصين، عن هلال بن يساف، عن زياد بن أبي الجعد، عن وابصة بن معبد أصح .... لأنه قد روي من غير حديث هلال بن يساف، عن زياد بن أبي الجعد، =