وقد روى أبو داود الطيالسي (٣٧٨)، والشاشي في مسنده (٨١٢)، من طريق النضر بن شميل، كلاهما عن شعبة، عن الأعمش، قال: سمعت شمر بن عطية. فهذا تصريح بسماع الأعمش من شمر، ولا يجوز أن يحمل هذا على أنه من تصرف الرواة؛ لكون الراوي عن الأعمش شعبة، وقد قال: كفيتكم تدليس ثلاثة: الأعمش، وأبي إسحاق، وقتادة. قال الحافظ ابن حجر: «فهذه قاعدة جليلة في أحاديث هؤلاء الثلاثة أنها إذا جاءت من طريق شعبة دلت على السماع، ولو كانت معنعنة». وهذه إسناد حسن يثبت سماع هلال من وابصة. وقد تابع الأعمش الحجاج بن أرطاة كما في المعجم الكبير للطبراني (٢٢/ ١٤٣) ح ٣٨٧، فرواه عن هلال بن يساف، عن وابصة به، وحجاج فيه كلام، ولكنه سند صالح في المتابعات. وتابعه عدي بن الفضل، عن الشيباني، عن هلال بن يساف، عن وابصة به. أخرجه ابن الأعرابي في معجمه (١٥)، وابن عساكر في تاريخ دمشق (٦٢/ ٣٣٣). وعدي بن الفضل: متروك الحديث. ولم ينفرد هلال بن يساف، فقد توبع على هذا الحديث، تابعه عبيد بن أبي الجعد: فقد رواه أحمد (٤/ ٢٢٨)، والدارمي (١٣٢٣)، وابن المنذر في الأوسط (٤/ ١٨٤)، وابن حبان (٢٢٠١)، والطبراني في الكبير (٢٢/ ١٤١) ح ٣٧٤، و (٢٢/ ١٤٣) ح ٣٨٤، والدارقطني في سننه (١٣٦٤، ١٣٦٥)، وأبو موسى في اللطائف (٩١٧)، من طرق عن يزيد بن زياد بن أبي الجعد عن عمه عبيد بن أبي الجعد عن زياد بن أبي الجعد عن وابصة أنّ رجلًا صلى خلف الصف وحده، فأمره النبي ﷺ أن يعيد الصلاة. ويزيد بن زياد ثقة، وثقه أحمد وابن معين، وقال أبو حاتم الرازي: ما بحديثه بأس، هو صالح الحديث. وقال أبو زرعة: شيخ. انظر: الجرح والتعديل (٩/ ٢٦٢)، ولم يضعفه إلا البزار. وعبيد بن أبي الجعد، ذكره ابن سعد في طبقاته، وقال: كان قليل الحديث. وخرج له ابن حبان في صحيحه وذكره في ثقاته، وقال: يروي عن جماعة من الصحابة، روى عنه أهل الكوفة. اه وذكر له المزي من شيوخه من الصحابة جابر بن عبد الله وعائشة ﵃. وفي التقريب: صدوق. وقد توبع في يزيد بن زياد، تابعه الأعمش. رواه الطبراني في الكبير (٢٢/ ١٤٣) ح ٣٨٥، حدثنا محمد بن سعدان الْعَتَايِدِيُّ (مجهول)، حدثنا يعقوب بن سفيان (ثقة)، حدثنا يوسف بن كامل (مجهول). ورواه الطبراني في الكبير (٢٢/ ١٤٣) ح ٣٨٦، حدثنا حفص بن عمر الرقي (صدوق ليس =