وخالفهما إسرائيل بن يونس كما في تاريخ دمشق (٦٢/ ٣٣٤)، فرواه عن منصور، عن عبيد بن أبي الجعد، قال: كنت مع هلال بن يساف بالرقة فأراني رجلًا يقال له وابصة بن معبد، أو معبد بن وابصة، فقال: حدثني هذا … وذكر الحديث. أخطأ فيه، فذكر عبيد بن أبي الجعد بدلًا من زياد، وأن هلالًا هو الذي أوقفه على الصحابي، وإنما الذي فعل ذلك زياد بن أبي الجعد بهلال، ولم يضبط اسم الصحابي. وإذا استبعدنا رواية إسرائيل لتفرده ومخالفته من روى الحديث عن هلال، فسواء روى الحديث هلال عن وابصة أو رواه عن زياد بن الجعد عن وابصة فلا تعارض بينهما؛ ذلك أن هلالًا سمع الحديث من زياد بن أبي الجعد، ووابصة يسمع، فكان هلال كما لو سمع الحديث من وابصة. والفرق بين أن يكون الحديث عن حصين، عن هلال، عن وابصة، فهذا إسناد صحيح، وهلال بن يساف ثقة، وحصين عُمِّر وتغير بآخرة. وأما إذا قيل: إن الحديث عن حصين، عن هلال، عن زياد بن أبي الجعد، عن وابصة، فزياد بن أبي الجعد، ذكره البخاري في التاريخ الكبير (١١٧٧)، وابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (٣/ ٥٣١)، ولم يذكرا فيه شيئًا. وذكره ابن حبان في ثقاته (٤/ ٢٥٣)، وذكره ابن خلفون في ثقاته كذلك، وفي التقريب مقبول: أي حيث يتابع، وقد توبع فيه كما سيأتي بيانه. وقد رواه عن حصين بزيادة: (فأقامني على شيخ يقال له وابصة، فقال: حدثني هذا الشيخ) جماعة من أصحاب حصين ممن أخرج البخاري ومسلم حديث حصين من روايتهم كهشيم، والثوري وشعبة وابن إدريس وخالد بن عبد الله الواسطي، وجرير بن عبد الحميد. وخرج البخاري أيضًا حديثه من رواية زائدة. وخرج مسلم حديثه من رواية أبي الأحوص سلام بن سليم، كل هؤلاء ذكروا أن زيادًا أقام هلال بن يساف على وابصة، وقال: هذا الشيخ حدثني بهذا الحديث. وفي رواية عبثر، وأبي الأحوص، والحسن بن صالح، وزهير، والحسن بن الصباح: (ووابصة يسمع). قال أحمد: «ليس أحد أصح سماعًا من حصين بن عبد الرحمن من هشيم … ». مسائل حرب (ص: ٤٥٧). وقال ابن مهدى كما في الجرح والتعديل (٩/ ١١٥): «أعلم الناس بحديث حصين قديمها وحديثها هشيم». وقد رواه شمر بن عطية، عن هلال بن يساف، عن وابصة بن معبد به. رواه الأعمش كما في مسند ابن أبي شيبة (٧٥٢)، ومسند أحمد (٤/ ٢٢٨)، ومعجم الصحابة لابن قانع (٣/ ١٨٤)، والطبراني في الكبير (٢٢/ ١٤٣) ح ٣٨٣، وفوائد تمام (٩٥٧). واختلف في سماع الأعمش من شمر بن عطية، فقال الإمام أحمد: لم يسمع منه. انظر: =