وفي هذا الإسناد علتان: الأولى: قال أبو حاتم كما في المراسيل (ص: ١٤٦): لا يصح لأبي إسحاق، عن أنس سماع، ولا رؤية. وانظر: جامع التحصيل (٥٧٦)، تحفة التحصيل (ص: ٢٤٥). العلة الثانية: أن المغيرة بن مسلم، وإبراهيم بن طهمان لم يذكرا في قدماء أصحاب أبي إسحاق، فأخشى أن يكون سماعهم منه بعد تغيره، والمحفوظ أن أبا إسحاق يرويه عن بريد بن أبي مريم، عن أنس، فإسقاط الواسطة بينه وبين أنس إما جاء من تغير أبي إسحاق، أو من تدليسه، وقد عرفت الواسطة، وأنه ثقة، وليس فيه ذكر لسجود الشكر، والله أعلم. الطريق الثالث: حميد الطويل، عن أنس مرفوعًا. رواه الطبراني في الأوسط (٧٢٣٥)، وفي الصغير (٨٩٩)، ومن طريقه السبكي في طبقات الشافعية (١/ ١٥٨)، من طريق إبراهيم بن سلم بن رشيد بن الفاخر الهجيمي، حدثنا عبد العزيز بن قيس بن عبد الرحمن، أخبرنا حميد الطويل، عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله ﷺ: من صلى عليَّ صلاة واحدة صلى الله عليه عشرًا، ومن صلى عليَّ عشرًا صلى الله عليه مائة، ومن صلى عليَّ مائة كتب الله بين عينيه: براءة من النفاق، وبراءة من النار، وأسكنه الله يوم القيامة مع الشهداء. قال الطبراني: لم يرو هذا الحديث عن حميد إلا عبد العزيز بن قيس، تفرد به: إبراهيم بن سلم. قال الهيثمي في مجمع الزوائد (١٠/ ١٦٣): «فيه إبراهيم بن سالم بن شبل الهجيمي ولم أعرفه، وبقية رجاله ثقات». وليس فيه ذكر لسجود الشكر. الطريق الرابع: عبد الوارث، عن أنس. رواه ابن الأعرابي في معجمه (٢٤٣) من طريق مِنْدَلُ بن علي، عن أبي هاشم، عن عبد الوارث، عن أنس قال: قال رسول الله ﷺ: من صلى عليَّ واحدةً صلى الله عليه عشرًا. و مِنْدَلُ رجل ضعيف، وليس فيه ذكر لسجود الشكر. الطريق الخامس: أبان بن أبي عياش، عن أنس. رواه أبو يوسف في الخراج (ص: ١٧)، قال: حدثني أبان بن أبي عياش، عن أنس قال: قال رسول الله ﷺ: من صلى عليَّ صلاةً واحدةً، صلى الله عليه عشر صلوات، وحط عنه عشر =